* لم تكد تهدأ زوبعة صحف «التبلويد» في شارع الصحافة البريطاني المتصلة بتنصت الصحف التابعة لروبرت مردوخ Murdoch على بعض الشخصيات المشهورة حتى تفجرت قبل أسابيع قليلة عاصفة في القناة البريطانية الرسمية وذات البعد العالمي «ب. ب. سي» وربما تكون الأعراق غربياً حيث تأسست قبل حوالى تسعين عاماً أي سنة 1922م، وتولت تأسيسها مصلحة البريد مع ست شركات اتصالات، وكانت القناة التي ساهمت في سقوط رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن من خلال إفساح المجال إعلامياً لزعيم المعارضة العمالي – هيو جيتسكيل، الذي كان يعارض الحرب على الدولة العربية – مصر – آنذاك سنة 1956م. * الأخطاء المتصلة بمصداقية القناة وشفافيتها ارتبطت بداية باسم واحد من أشهر مقدمي القناة، وكان يعد نجماً لنوعية اللباس القريب الذي يرتديه، والسيارات الفارهة التي يمتطيها وهو جيمي سافيل Savile – والذي رحل قبل حوالى عام – وأثبتت تحريات قام بها بعض معدي برنامج «نشرة المساء» المطولة بأنه «سافيل» قام باعتداءات غير أخلاقية على أطفال لم يبلغوا سن الرشد. ولكن لأسباب غير معروفة تم حجب البرنامج وعدم إذاعته. * وخرجت الصحيفة ذات التوجه المحافظ «الديلي تلغراف» بمقالة مثيرة حول هذه القضية، حيث وضعت لها عنواناً رئيساً يقول: «نحن صنعناه شخصاً مقدساً»، في إشارة إلى مأساة المجتمع الغربي والعالمي – أيضاً – مع النجوم في عالم الفضاء المفتوح، والمثير والدليل أن الهمس الذي كان يدور في المجتمع الغربي حول سلوكيات هذه الشخصية لم يخرج إلى العلن إلا بعد رحيله وفي ظروف قاسية. * لم تهدأ قضية «سافيل» حتى تفجرت قضية أخرى حيث بثت القناة - نفسها – برنامجاً يتهم اللورد المحافظ مكالبين Maclpine ولم يكن كما ذكرت صحيفة الحياة خطأ «السبت، 17 نوفمبر 2012م بأنه كان وزيراً للمال والحقيقة أنه كان أمينا للخزانة Treasurer في حقبة مارجريت تاتشر 1975- 1990م وكان جوهر الاتهام أيضاً اتهامه خطأ بسلوكيات غير أخلاقية، ولكن ثبت عدم صحتها، لكن المدير العام للقناة كان على قدر كبير من الشجاعة ليعلن استقالته بعد مدة قصيرة من تسلمه للمنصب، وهو تقليد غربي تتبعه الشخصيات الغربية المسؤولة وهو تقليد ينظر لمصلحة الجهة التي يعمل بها المسؤول وليس لشخصه أو ذاته.