* كما يلعب الإعلام الغربي دورًا كبيرًا في صعود النجوم السياسية إلى مواقع القرار، فإنه في كثير من الأحيان يعمل على إسقاطها، ففي عام 1976م نشرت الصحيفة الشعبية Sunday خبرًا يتعلق بالحياة الخاصة لزعيم حزب الأحرار -آنذاك- "جيرمي ثورب Thorpe" متهمة إياه بأنه حاول قتل صديق له ليتخلص من شبحه الذي يطارده حيث زعمت الصحافة -آنذاك- أن ثورب على علاقة غير سوية مع هذا الصديق. * وبعد مضي ما يقرب من عقد من الزمن على زعامة حزبه في البرلمان إلا أنه (أي ثورب) أمام الضغط الإعلامي المتزايد أعلن استقالته من منصبه. * كما كان للعلاقة التي ربطت بين أحد ملاك الصحف في الثمانينيات الميلادية "روبرت ماكسويل Maxwell" وزعيم جزب العمال آنذاك "نييل كينيك" أثرها السيئ على حظوظ الزعيم الشاب في الفوز بالانتخابات أمام منافسته مارجريت تاتشر، وذلك بسبب الغياب المفاجئ ل "ماكسويل" في حادث غرق مع بداية التسعينيات الميلادية قريبًا من جزر الكناري Canary، وكان غياب ماكسويل عاملاً هامًا أمام تزايد حظوظ إمبراطور الصحافة الآخر "روبرت ماردوخ"، الذي كان شريكًا لمارجريت تاتشر في انتصاراتها السياسية من خلال تأييده لأفكار اليمين المتشدد، ثم تحول فجأة لمناصرة الزعيم العمالي توني بلير، ولكن "بلير" أفلت بذكائه من تأثير التوجه الإعلامي للصحف التي يملكها "مردوخ" وخصوصًا مع صحيفة الصن، ونيوز أوف زورلد المتهمتين بالتصنت على شخصيات هامة في المجتمع البريطاني. * ولأن الزعيم الشاب للمحافظين ديفيد كميرون لا يملك خبرة ودهاء بلير فقد وقع تحت تأثير المديرة التنفيذية في مجموعة الصحف التابعة ل"مردوخ" الشابة والتي تبلغ من العمر 43 عامًا "بروكس" حيث أفسح المجال أمام أحد محرري الصحيفة المتهمة بالتنصت Andy-Coulson، ليعمل مسؤولاً عن الاتصالات في مكتب رئيس الوزراء كميرون، ولكن بعد أن قامت صحيفة "الجارديان" المعروفة بميولها المعتدلة في شارع الصحافة البريطاني، بجملة تحقيقات زعمت فيها قيام الصحف التابعة لمجموعة مردوخ الإعلامية بالتنصت استقال "كولسون" من عمله في دواننغ ستريت، وبعد أن وجهت التهمة للمرأة ذات التأثير البالغ على عدد من رؤساء الوزراء بأنها وقفت أمام تنفيذ العدالة بإخفائها لمجموعة من الوثائق الهامة في قضية التنصت، فإن شبح بروكس يطارد كميرون الذي كان يوقع لها رسائل الإعجاب كل يوم.