رفعت بريطانيا صفة السرية عن بعض الوثائق الرسمية التي مضى عليها أكثر من 30 عاما. ومن بين هذه الوثائق محضر اجتماع عقد سنة 1979 بين رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك مارجريت تاتشر ورئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي ألكسي كوسيجين. وعندما بحث الزعيمان مصير النازحين من فيتنام الشمالية قال كوسيجين إن هؤلاء حفنة من المجرمين ومدمني المخدرات. لكن تاتشر انبرت للدفاع عنهم قائلة إن النازحين الفيتناميين الذين تلتقطهم السفن البريطانية كادحون شرفاء. وتظهِر الوثائق المتعلقة في هذا الصدد أن تاتشر طلبت من رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم فريزر تخصيص إحدى الجزر الإندونيسية لإيواء الفيتناميين المساكين. ويعلق كاتب مقالة في صحيفة «إيزفيستيا» الروسية على ذلك بالقول إن تاتشر وعلى الرغم من حبها للنازحين الفيتناميين إلا أنها رفضت السماح لهم بالعيش على إحدى الجزر البريطانية. وأعلنت أن البولنديين والهنغاريين أولى بهذه المكرمة من الفيتناميين. وتظهِر وثائق أخرى أن تاتشر كانت تتكلم مع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بلهجة حادة، وكانت توبخ وزراءها وتصحح الأخطاء الإملائية في المذكرات التي كانوا يرفعونها إليها، وكانت تكتب على هوامش المذكرات عبارات جارحة من قبيل: ضعيف جدا أو هذا لن يحدث أبدا، وعندما كانت ترفض طلبا ما كانت تكتب كلمة لا، وتضع تحتها خطين عريضين. ومن خلال استعراضه لبعض ما أفرج عنه من وثائق يخلص الكاتب إلى نتيجة مفادها أن تاتشر كانت سيدة فولاذية من رأسها وحتى أخمص قدميها حتى في بيتها.