** سيطر على المشهد الإعلامي والصحافي في بريطانيا منذ مطلع الثمانينيات الميلادية شخصيتان مثيرتان وهما: (روبرت ماكسويل) وهو يهودي، هاجرت أسرته من تشيكوسلوفاكيا إلى فرنسا، ثم إلى بريطانيا، وأضحى نائبًا في مجلس العموم عن حزب العمال في الستينيات الميلادية، ولكنه هجر حزبه الأصلي مبديًا إعجابه بالنزعة اليمينية المتشددة عند المحافظين بزعامة مارجريت تاتشر، وامتدت إمبراطوريته الصحافية خارج حدود بريطانيا، مع نيله نصيب الأسد في الصحف البريطانية، وفي مقدمتها (الديلي ميرور) Daily- Mirror. ولقي ماكسويل (نهاية غريبة)، وهي قتله على متن يخته في نهاية الثمانينيات الميلادية. أمّا الشخصية الأخرى فهو (روبرت موردخ) Murdoch، الذي اخترق الساحة الإعلامية البريطانية بمباركة من رئيسة الوزراء السابقة تاتشر، ويصفه توني بلير) في مذكراته بأنه معتنق للأفكار اليمينية، ومنها معارضته للسوق الأوروبية المشتركة، وهنا يلتقي مع أقصى اليسار، ورؤاه الاجتماعية تنطلق ممّا طرحته (تاتشر) تحت مصطلح القيم اليهودية المسيحية المشتركة. ** ولكن (بلير) الذي هو محافظ في زي عمالي يشير إلى أنه يحترمه، بل يذهب إلى أبعد من ذلك بقوله (إنه يحبه) مع أن قطاعًا كبيرًا في حزب العمال يعارض هذ الأفكار المتشددة. ** (مردوخ) أغمض الساسة عنه أعينهم، في سبيل استمالته إليهم، فامتلك مجموعة الصحف البريطانية المعروفة باسم (الصن)، بل وضع يده -وهو غير بريطاني- على أهم صحيفة مرموقة، وهي التايمز (The Times)، كما امتلك أكثر صحف التابلويد توزيعًا وهي (The News Of The World)، والتي تصدر كل أحد منذ مائة وستين عامًا، ولكن غرور الإمبراطور وصلفه جعله يغمض عينه عن اختراق الصحيفة للهواتف النقالة، ليس للمشاهير فقط، بل حتى لضحايا التفجيرات والحروب، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الصحافة التي أسقطت حكومتي (إيدن) و(ماكميلانن) سوف تكون الضحية نفسها بعدما أغمض الساسة أعينهم كثيرًا عن شارع الصحافة؟ للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain