* مازالت قضية تنصت الصحف التابعة للإمبراطورية مردوخ الإعلامية تأخذ أبعاداً متعددة وتكشف عن ثقافة التطلع لمعرفة أدق التفاصيل عن حياة المشاهير في المجتمع البريطاني بدرجة رئيسة وفي مجتمعات غربية أخرى بدرجة أقل، فلقد اعترف أخيراً ضابط الاستخبارات السابق Derec- Webb بأن صحيفة The News، of، The World دفعت له مبالغ مالية ليتتبع حياة أكثر من 800 شخصية خلال فترة زمنية تقارب العقد من الزمن، ومن بين هذه الشخصيات أفراد في الأسرة الملكية البريطانية وشخصية المدعي العام السابق «لورد قولو سميث»، وتوزعت القائمة الطويلة بين شخصيات سياسية ورياضية ورجال أعمال، بل وصل هوس الصحيفة التي اضطر مالكها إلى إقفالها، في شهر يوليو الماضي إلى تتبع الحياة الخاصة ب «دوك كيمبردج» الذي ربما يعتلي عرش بريطانيا في المستقبل، وإذا كانت صحيفة «نيوز أف وورلد» قد لقيت مصيراً محتوماً بإقفالها إلا أن صحفاً أخرى تابعة للمؤسسة مثل صحيفة التابلويد المعروفة باسم (الصن) The Sun، قد تواجه هي الأخرى نفس المصير، ففي اجتماع اللجنة الخاصة باستجواب «جيمس مردوخ» سئل من قبل العضو العمالي Tom.waston، إذا ما كان ما يعرف مصطلح «مافيا» وعندما أجاب بمعرفته بأبعاد هذه الكلمة كان رد النائب بأن ما قامت به الصحيفة التي تم إغلاقها كان عملا من أعمال «المافيا» داخل المجتمع البريطاني من دون أي اعتبار لأي عرف أو قانون. * روبرت مردوخ وابنه جيمس من مخلفات حقبة مارجريت تاتشر وتوجهها اليميني المتشدد، وقد سخر مالكو هذه الامبراطورية جميع وسائلهم لخدمة تاتشر ومن بعدها وريثها في التوجه السياسي والفكري توني بلير، ويبدو أن التنصت على شخصيات بعينها كان هدفه الرئيسي هو الابتزاز، فمن لم يأت طواعية لخدمة أفكار المحافظين الجدد والعمال الجدد فإنه يأتي عن طريق آخر استنه الأب ثم سار على نهجه فيه الابن، نعم هناك تحقيق يطول مؤسسة مردوخ ولكن على المجتمع البريطاني أن يتوجه باللوم لذاته فهو من فتح الأبواب كافة أمام مردوخ وزمرته.