طالب مفكرون وخبراء أتراك وعرب، التيارات والأحزاب الإسلامية بنبذ العنف والاعتراف بأن الواقع الحالي يستلزم من كل مسلم نبذ العنف كوسيلة من وسائل نهضة الأمة الإسلامية وتحسين صورة الإسلام لدى الرأي العام العالمي. وأضافوا في مؤتمر «الإسلاميون وتحدي السلطة» الذي عقد في القاهرة خلال اليومين الماضيين أن الإسلاميين عليهم وقف تصنيف الناس حماية لهوية الأمة العربية والإسلامية. وقال الدكتور سيف عبدالفتاح أستاذ النظرية السياسية بجامعة القاهرة ومستشار الرئيس المصري إن الشأن السياسي الذي تمر به الأمة العربية اليوم يوجب على الحركات الإسلامية التبرؤ تمامًا من فكر العنف والكفاح المسلح الداخلي ومنع التدخل في شؤون الأخرين، حتى لا يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات العربية - العربية أو حتى العلاقات الإسلامية، فعلى كل فصيل سياسي إسلامي كان أو غير إسلامي الانشغال بحال مجتمعه وعدم التدخل في شؤون المجتمعات العربية الأخرى، لأن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى انهيار العلاقات العربية في وقت الأمة في حاجة إلى التكتل والوحدة التامة». بدوره، أوضح الدكتور محمد العادل الأستاذ بجامعة أنقرة بتركيا أن «الإسلاميين نجحوا في تركيا لأنهم لم يحاولوا تخويف الناس بمصطلحات العنف أو الجهاد المسلح أو إقصاء المخالفين لهم في الرأي، بالعكس فقد عمل الإسلاميون في تركيا على ترويض الجماعات العلمانية والليبرالية بهدوء ودون أي عنف، لهذا فإن ثورات الربيع العربي عليها تسريب التطمينات بمختلف الأشكال حفاظًا على مستقبل بلدانهم ولمواجهة التحديات التي تواجه المجتمعات التي وصل فيها الإسلاميون إلى الحكم، ولا بد من إسقاط فقه العنف». أما الدكتور عبدالفتاح مورو رئيس حزب النهضة التونسي فقال: إن الإسلاميين مطالبون بأن يدركوا أن المنطقة العربية لا تحتمل نشر فكر العنف بأي شكل من الأشكال، حتى العنف اللفظي والأحرى على الإسلاميين أن يبنوا حكومات إسلامية غير مستبدة تقف مع الديموقراطية لا يحدث فيها تغول من سلطة على سلطة أخرى، ولا بد من تحقيق العدالة الاجتماعية ولا بد من التصدي لأي محاولة من أي تيار سياسي للاستقواء على الآخرين سواء في الداخل أو الخارج. وأضاف أن إعادة بناء الأمة مسؤولية الرجال والنساء والشيوخ والشباب. وأضاف مورو أن من يرتكب أو حتى يفكر اليوم في شرعية العنف مخطئ، ولا بد من عقابه حماية للأمة العربية والإسلامية، مؤكدًا أنه لابد من نبذ العنف ولا بد أن يعي الجميع أن المليونيات السلمية نجحت فيما لم تنجح فيها العمليات المسلحة، حيث نجح ملايين المصريين والتوانسة في إقصاء نظامين من أشرس الأنظمة التي حكمت العرب قديمًا وحديثًا ولو استطاع العرب تسيير مليونيات ضخمة وحقيقية إلى أرض فلسطين لنجحوا في تحريرها دون سلاح. من جهته، قال الدكتور ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية إن هناك عدة تحديات يتوجب على الإسلاميين القيام بها، بعد وصولهم إلى السلطة الآن، وعلى رأسها ضرورة أن ينتقلوا من الدعوة إلى الدولة، ومن الجماعة إلى الدولة أيضًا، ففي الجماعة تستطيع أن تطرد أحد المعارضين لك، ولكن في الدولة لا تستطيع طرده». وأضاف ناجح «هذا الانتقال أخطر ما تواجهه دول الربيع العربي في المرحلة المقبلة». وتابع «يجب أن يقدم الإسلاميون نموذجًا حسنًا للحوار مع شركاء الوطن من كل الفئات والتيارات الآخرى، وأن يبتعدوا عن الاستعلاء والتعصب»، مشيرًا إلى أن معظم الحركات الإسلامية تميل إلى التحريم والتشدد قبل التحليل»، وشدد على ضرورة تجنب تكرار تجربة «طالبان» في أفغانستان، التي قالت إن «عقلية الدولة بعقلية الجماعة».