على خلفية الانفجار الذي هزّ مدينة الرياض فجر الخميس، وراح ضحيته عدد من القتلى المصابين، نشرت الاقتصادية حديثاً مطولاً مع مدير عام شركة الغاز والتصنيع الأهلية غازكو، وليتها لم تنشره، فالمدير الذي لم يقدم أبسط تعزية للضحايا، أوضح أن الانفجار إعتيادي، لأنه مجرد خطأ بشري، والسؤال هل أرواح الناس، وممتلكاتهم، وأمنهم، يصبح مستباحاً للأخطاء البشرية؟ عندما تدير شركة، يجب وضع كل الاحتياطات اللازمة لتقليص دور الخطأ البشري إلى نقطة الصفر. يقول المدير أن رأس الصهريج والسائق مستأجران من قبل شركة أخرى، حيث تستأجر غازكو سائقين وأجزاء من الشاحنات لتغطية الطلب المتزايد عليها من الغاز، ونقول له مبدأ مهماً في الإدارة، الصلاحيات يمكن تفويضها، لكن المسؤوليات لا تفوض، اذهب لتستأجر من تشاء في الوقت الذي تشاء والعدد الذي تشاء، ولكن عندما تقع مشكلة، فأنت تظل المسؤول الأول والأخير عن النتائج، وليس غيرك. تخيل شخصاً يشعل سيجارة في فمه، أو ربة بيت تطبخ، أو متنزهاً يشوي، فإذا لهب الولاعة يتحول إلى كتلة نارية، وإنفجار يهز الأرض من تحته، ويقتلع البيوت من حوله، حيث يقول المدير العام، حول طبيعة الغاز في الصهريج المتفجر: هو غاز بترول مسال يستخدم في المنازل، والمصانع، ونلاحظ أن السيارة لم تنفجر لأن الغاز خرج منها وكوّن غيمة واندفع بشكل كبير وبالتالي من المؤكد أن يكون قد اصطدم بمصدر حراري وانفجر، وأحياناً مثل تلك الحوادث تصدر كرة من اللهب، سبحان الله، كل ذلك والوضع عنده طبيعي؟ في الختام، جاءت القاصمة، فحول سؤاله إلى أن إجراءات السلامة تتطلب تواجد سيارات صغيرة مساندة لمثل هذه الصهاريج لفتح ومراقبة الطريق أمامها، أجاب المدير العام، قائلاً بملء فمه: غير صحيح؟ هذه الطريقة من خلال السيارات المساندة لا تتم إلا مع الصهاريج التي تحمل مواد شديدة السمية، والمواد البتروكيماوية الخطيرة الأخرى، ياساتر؟ المدير العام لا يرى أن الغاز الذي تسبب في هذا الانفجار المدوي، وحرق كل هؤلاء الضحايا، وتسبب في ترويع السكان، ووصلت خسائره 300 مليون، لا يرى أنه شديد الخطورة؟ صحيح يقولون، إذا عُرف السبب بطل العجب.