سيطرت حالة من الفوضى أثناء زيارة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسى لمحافظة أسيوط»500 كم جنوبالقاهرة» حيث أدى صلاة الجمعة، عندما حاول الأمن إبعاد أصحاب المظالم الذين حاولوا تقديمها إلى «مرسي» مما أثار حالة من الاستياء والغضب الشديد، وقاموا بترديد هتافات «مرسي هو مبارك» و «النظام هو هو.. والفقير روح بره» وفرضت قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي كردونات أمنية، وأغلقت مداخل ومخارج المحافظة، وقامت قوات الأمن بمنع عمال مصنع أسمنت أسيوط المحالين إلى المعاش المبكر، والذين حصلوا على حكم باسترداد المصنع، من دخول «أسيوط» لمطالبة الرئيس بتنفيذ الحكم. ألقى الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، كلمة عقب صلاة الجمعة بمسجد عمر مكرم بمدينة أسيوط، وقال: «إن الشعب المصري في سفينة واحدة، ويجب أن نتعاون من جديد ونعى الدروس والتاريخ جيدًا لكي نكون جسدًا واحدًا، مؤكدًا أن الشعب المصري يسير مسيرة واضحة قائمة على الحق والعدل والبناء والتنمية، كما توعد «مرسي» من يعمل على إعاقة تنمية البلاد، قائلا: «لن يكون هناك مكان لمن يعوق مسيرة الوطن وسفينته». وفى نفس السياق تظاهر العشرات في ميدان التحرير بقلب القاهرة أمس «الجمعة» في المظاهرات التي تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، فيما انتظمت حركة المرور بالميدان والشوارع المؤدية إليه منذ الساعات الأولى من صباح أمس، وقام رجال الشرطة بتنظيم حركة سير السيارات دون انسحاب كما كان يحدث في المرات السابقة، وأقيمت منصة وحيدة أمام مجمع التحرير وسط وجود ضعيف للمتظاهرين، حيث تقدر أعدادهم بالعشرات والذين رفعوا لافتات تطالب ب»تطبيق الشريعة الإسلامية» و»تطهير القضاء» و»إقالة النائب العام»مرددين شعارات»الشعب يؤيد تطبيق شرع الله» و»القرآن هو الدستور». وكانت القوى الإسلامية قد أرجأت تنظيم «مليونية الشريعة الإسلامية» إلى الجمعة القادمة، نظرًا للانشقاق الذي حدث بينهم بشأن المادة الثانية من الدستور، ومدى التوافق عليها داخل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، الذي من المنتظر الانتهاء من المسودة النهائية منها خلال الأيام القليلة القادمة، فيما أعلن ما يقرب من 22 حركة إسلامية على رأسها طلاب الشريعة الإسلامية التظاهر على مدار الأسبوع المقبل من خلال فعاليات واحتجاجات ترتيبًا للمليونية الحاشدة يوم الجمعة القادمة للمطالبة بضرورة تضمن الدستور الجديد على بنود تطبيق الشريعة الإسلامية والالتزام بتطبيقها. من جانبهم أقام «طلاب الشريعة» - أحد الحملات المشاركة فى التظاهرات - منصتهم بميدان التحرير أمس»الجمعة» من أجل ممارسة تظاهرتهم ورفضهم للمادة الثانية من الدستور من خلالها، بالإضافة إلى قيامهم بتشغيل الأدعية والآيات القرآنية، كما وزع المتظاهرون في ميدان التحرير التابعون لحركة «عائدون للشريعة» منشورًا طالبوا فيه بعدة مطالب هي: التأكيد على رفض المادة الثانية بوضعها الحالي في مسودة الدستور، وتعديل المادة الثانية على أن تكون مفصلة وواضحة، كما طالبوا بأن تكون الجهة المنوط بها تفسير هذه المادة هي هيئة كبار العلماء من الأزهر الشريف، وأن ينص في الدستور على ألا تخالف مواده الشريعة الإسلامية، وتكون قيدًا عامًا على كل المواد، وحق الشعب المصري في الدفاع عن هويته. من جانبه طالب خطيب الثورة وإمام مسجد عمر مكرم الشيخ مظهر شاهين بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أن»الشريعة» هى الحل لجميع المشكلات التي تمر بها الدولة المصرية ومن يريد عكس ذلك مشكوك في دينه وفى عقيدته، مضيفًا إن القرآن الكريم هو دستور الأمة الإسلامية، وإن لم يطبق القرآن تطبيقًا عمليًا على أرض الواقع سنأثم جميعًا، وأضاف على الأمة الإسلامية التمسك بشرع الله وبسنة النبي، مؤكدا أن الجميع مع تطبيق الشريعة، ولكن يجب توحيد علماء الأمة الإسلامية على رؤية وسطية للإسلام تظهر جوهر الدين الصحيح ولا تنفر الناس من الشريعة، داعيًا علماء الأمة لوضع منهج وتصور يتوافق مع روح الإسلام الوسطى، لافتًا إلى أنه يخشى أن تظهر قلة تنفر الناس من الشريعة عن طريق بعض الأفعال والأقوال المتشددة. وأشار شاهين إلى أن المتخوفين من تطبيق الشريعة علينا أن نطمئنهم بأن الشريعة تكفل حقوق غير المسلمين، وأضاف: «أخشى من الانقسام بين الإسلاميين حول رؤية تطبيق الشرع فيخرج من بينهم مجموعة من الإرهابيين يمارسون الأعمال التي تجعل الناس يخافون من تطبيق شرع الله».