تكريمًا ووفاء من جمعية الثقافة والفنون في جدة لتاريخ الفنان الدكتور والبروفيسور عبدالحليم رضوي (يرحمه الله)، ولريادته في الفن التشكيلي ومساهمته الكبيرة في تجميل مدينة جدة، حيث أن له أكثر من ثلاثين مجسّمًا منتشرة في جدة تزيّنها وتعطي لها رونقها المميز الأخاذ، فقد قررت الجمعية إطلاق اسم الفنان عبدالحليم رضوي على صالتها الجديدة، ليكون اسمها «صالة عبدالحليم رضوي للفنون الجميلة». وتُعتبر الصالة من أحدث صالات عروض الفنون التشكيلية في الشرق الأوسط، بمقاييس فنية عالية. وقد اجتهدت الجمعية بجدة في إنشاء هذه القاعة بمواصفات حديثة وعالمية، عن طريق مستشارين تم اختيارهم لتصميم القاعة، من الذي زاروا المعارض الموجودة في معظم دول العالم. وقد شارك في العمل بالصالة نخبة من الفنانين السعوديين، ومنهم رئيس لجنة التشكيل بالجمعية الفنان إحسان برهان، وعضوي لجنة التشكيل والخط العربي الفنانة أمل فلمبان والفنان عبدالله بن صقر، ومشاركة الفنان عبدالله إدريس والفنانة علا حجازي والفنان باسم الشرقي والفنانة دينا العظمة. وتبلغ مساحة القاعة 250 مترًا مربعًا تقريبًا، وتم تجهيزها بنظام ضوئي مميز، بحيث تكون الإضاءة مسلطة نحو اللوحات بصورة سهلة ومرنة. وتم تركيب كاميرات مراقبة تعمل على مدار 24 ساعة للحفاظ على الأعمال الفنية، كما توجد في القاعة ثماني سمَّاعات موزعة في السقف وروعيَ فيها التوزيع الصوتي لعمل خلفية موسيقية، كما زُودت القاعة بمايكروفونات لاسلكية للحوارات التشكيلية أو كلمات مفتتحي المعارض، وتلفزيون للعرض في القاعة ليُعطي تقريرًا ونبذةً عن المعرض والفنانين والمشاركين، مراعاة للذاكرة البصرية لدى الزائرين ويمكن استخدامها في نقل الورش التشكيلية. وقد أسهم الأديب ورجل الأعمال أحمد باديب في إنشاء أجزاء من الصالة. وسيتم الإعلان قريبًا عن موعد الافتتاح والذي سيكون قريبًا خلال الأسبوع التشكيلي الأول الذي ستقيمه الجمعية. الراحل البرفيسور الرضوي.. رائد الفن التشكيلي في السعودية يعتبر الفنان البرفيسور الراحل الدكتور عبدالحليم رضوي هو رائد الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية. ولد في مكةالمكرمة عام 1939م، وعاش طفولة قاسية، حيث ولد يتيم الأب، وساعد أمه واخوانه في حياتهم، حيث كان يدرس صباحًا، ويعمل بقية اليوم لمساعدة أمه. اكتشف موهبته في الرسم عندما رسم خريطة كبيرة للمملكة وأعجب بها معلمه وزملاؤه. شارك في أول معرض فني مدرسي أقيم على مستوى مدارس الرياض للمرحلة الثانوية عام 1958م. درس الفنون في إيطاليا على حسابه الشخصي، وحصل هناك على ليسانس فنون الديكور الفني من أكاديمية الفنون الجميلة عام 1964م، ثم حصل على درجة البريفسوراة من الأكاديمية العليا بمدريد عام 1979م. أقام العديد من المعارض الفنية في مختلف دول العالم. تقلد العديد من المناصب الإدارية، ومنها ان عمل مديرًا لجمعية الثقافة والفنون بجدة عام 1980م ولمدة 12 عامًا وصل عدد إنتاجه الفني ما يقارب أكثر من 3500 لوحة ما بين زيتية ومائية ومعدنية وخشبية. له في جدة أكثر من 33 مجسّمًا فنيًّا، وله 7 مجسّمات في مدينة جامعة الملك سعود بالرياض، ومجسّمان في العاصمة الإسبانية مدريد، ومجسّم في العاصمة البرازيلية برازيليا. له الكثير من المقتنيات في عدد من أشهر المتاحف العربية والعالمية، ومنها متحف الفن الحديث بإسبانيا، ومتحف كير جاس في زيورخ، وصالة الفن في سان ماركو في روما، ومتحف الفن الحديث في المغرب، وغيرها. له مؤلفات مختصة في الفن التشكيلي، ومنها كتاب «الفنون التشكيلية» باللغتين العربية والإنجليزية. توفي صباح الخامس من شهر مارس عام 2006م، في جدة، بعد حياة حافلة قدم خلالها الكثير من العطاءات الفنية الكبيرة التي تجعله اليوم رائد الفن التشكيلي في المملكة أحد الرموز الفنية في عالمنا العربي. رحم الله الفنان الكبير الدكتور عبدالحليم رضوي.