أدى انفجار شاحنة محملة بالغاز صباح أمس بالرياض إلى مقتل 24 شخصا من عدة جنسيات واصابة 131 آخرين حسب اعلان وزير الصحة ، فيما يتم حاليا البحث عن مصابين آخرين في موقع الانفجار الذي وقع أسفل جسر «المعيزلة» شرقي العاصمة في تقاطع طريق مكةالمكرمة خريص مع طريق الشيخ جابر . وأدى الانفجار ايضا الى خسائر مادية هائلة من المنتظر الاعلان عنها خلال ال 24 ساعة المقبلة . وكشفت مصادر طبية ل «المدينة» عن انه تم التعرف على هوية بعض المتوفين. واشارت المصادر الى انه سيتم اخذ الحمض النووي (DNA) للأشخاص المجهولين لمعرفة هويتهم بعد نقلهم الى ثلاجات الطب الشرعي في مستشفى مدينة الملك سعود الطبية «الشميسى سابقا»، فيما توزع المصابون على مستشفيات الحرس الوطني، مدينة الملك فهد الطبية، مدينة الملك سعود الطبية، والحبيب الطبي في حي الريان، ورعاية، الحمادي، والجزيرة». وأدى الانفجار إلى تصدع جسر الحرس الوطني وميلانه عن موقعه وتهدم أجزاء منه . وقد أغلقت الدوريات الامنية طريق خريص والمخارج المؤدية لجسر الحرس لإمكانية وقوعه، وتحطيم مقر شركة الزاهد للتراكتورات والمعدات الثقيلة وسكن عمال الشركة الواقع بالقرب من الجسر، والذي يقطنه حوالى 60 عاملا، إضافة إلى تدمير عدد كبير من المركبات الواقعة قرب الانفجار، وتهشيم زجاج منازل الأحياء القريبة والمحلات التجارية، والمطاعم التجارية التي كانت تعج بالعمالة التي كانت تتناول إفطارها. تفاصيل الانفجار وتعود تفاصيل الانفجار كما رواها شهود عيان ل»المدينة» إلى أن قائد الصهريج الوقود «ناقلة الغاز» إندونيسي الجنسية في الساعة 7،25 صباح يوم أمس الخميس قدم من طريق مكةالمكرمة «خريص» من الغرب باتجاه الشرق بسرعة عالية جدة محاولا اللحاق بالإشارة الصفراء الواقعة أسفل الجسر للتوجه يساراً مع طريق الشيخ جابر باتجاه الشمال لكنه لم يستطع السيطرة على الموقف مما نتج عن ارتطامه بالجسر ووقوع الانفجار ، مؤكدين أن شركة سيارات واقعة بالقرب من الجسر كانت تتواجد بها كمية كبيرة من الوقود والمعدات الثقيلة والسيارات ما تسبب بدوره في الانفجار الكبير!!. كما أدى الانفجار الهائل إلى احتراق السيارات القريبة من موقع الانفجار بسائقيها الذين تفحموا بالكامل داخل سياراتهم بعد أن عجزوا أن الهرب من الانفجار، فيما أغلقت الدوريات الأمنية والمرور الطريق المؤدي إلى موقع الانفجار فورا بعد وصولها إلى مكان الحادث على امتداد 3 كيلو مترات من كل اتجاه. من جهته أوضح المواطن تركي العتيبي الذي يقطن حي الخليج أن شدة الانفجار أفزعت سكان الحي وأخرجتهم للشارع في ذهول وفزع شديد، قائلا: كنا في حالة نوم، ومع الانفجار الشديد والقوي جدا الذي وقع تقريبا في تمام الساعة 7:20 دقيقة قمنا مفزوعين وفي ذهول كبير، حيث خرج سكان الحي كبارا وصغارا إلى الشارع وشاهدنا أعمدة الدخان تتصاعد إلى عنان السماء». وأشار إلى أن فرق الدفاع المدني باشرت الحادث خلال خمس إلى عشر دقائق، مبينا «ما أن وصلنا تقريبا إلى موقع الحادث إلا وفرق الدفاع قد سبقتنا إليه، وقد كان المنظر مريعا ومقززا خاصة في ظل تفحم عدد من الجثث، والإصابات الخطيرة لبقية المصابين. من جانبه، قال المواطن عبدالله الشهراني الذي يبعد بيته عن موقع الإنفجار 4 كيلو مترات، «الانفجار هزّ منزلي وتسبب في تهشيم زجاج المحلات الواقعة بجانب المنزل، وأصابنا بالذعر والفزع الشديد، وفورا توجهنا إلى موقع الحادث لنجد المنظر المحزن والمفجع، وأعتقد أن التدخل السريع من رجال الدفاع المدني والهلال الأحمر والمرور والشرطة ساهم بعد مشيئة الله في تخفيف الكارثة التي لو استمرت مدة أطول لكانت الأمور أسوأ بكثير مما حدث، ولكن الحمد لله على كل حال». وكان جموع غفيرة من المواطنين والمقيمين قد حضروا إلى موقع الانفجار منهم من نقل مصابين للمستشفيات ومنهم من ساعدوا في إخراج الجثث وإخماد ما يستطيعون إخماده من الحريق قبل مجيء الدفاع المدني.