على الرغم من كل الجهود التي بذلها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة منذ توليه مهمتها لتنظيم وتقنين تكرار الحج، إلا أن هناك جهودا مماثلة لتجاوز هذا التقنين تمثلت في دخول أعداد غير مصرح لهم إلى المشاعر هذا العام – وإن كانت هذه النسبة أقل بكثير من الأعوام السابقة – فعلى الصعيد الداخلي اتخذت الحكومة السعودية إجراءات مشددة نحو سكانها بما فيهم المقيمون بعدم تكرار الحج إلا بعد مرور خمس سنوات، وتدرس السلطات حالياً إعادة النظر في هذه المدة لجعلها سبع أو ثماني سنوات ، وتدرس الجزائر وتونس ومصر الوضع لتقنين تكرار الحج أسوة بالقرار السعودي. أحد أساتذة الجامعة في مصر أشعرني هاتفياً أن مصر ستكون ممتنة لو تم هذا الإجراء من قبل السعودية وأبلغت السلطات المصرية به ، وأخبرته أنه في المرحلة الراهنة لا يطبق إلا النسبة التي أقرها وزراء خارجية الدول الإسلامية في عمان قبل سنوات وعلى السلطات المصرية أن تبادر في هذا الشأن ، وأشار الصديق أن علماء الأزهر أوضحوا أن مصر مملوءة بالفقراء والمساكين وأغنياؤها يذهبون للحج والعمرة مرات عديدة ويذبحون الأضاحي هناك ولا يجدون من يأكلها. والدكتور/ محمد فقيه أشار إلى أن إطعام الجياع فرض والحج أكثر من مرة تطوع وقد قرر العلماء المحققون أن من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ، ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور ، والمغرور لا تقبل له طاعة ، وأشار إلى أن علامة المال الحلال أن ينفقه صاحبه حيث يأمره الشرع والذي يكرر الحج أكثر من مرة تحت ستار المتعة الروحانية إنما هو يتبع هوى نفسه ويرضى ما يأمره به عقله ، والمتعة الحقيقية تكون بإغاثة الملهوف وإطعام الجائع ومداواة المرضى وإيواء من لا سكن لهم والمساعدة على المنح التعليمية ونفقات التعليم وغير ذلك. د. آمنة نصير أستاذة العقيدة بالأزهر دعت أئمة المساجد والدعاة إلى القيام بدورهم في هذا الشأن وان يذكروا قصة الرجل الصالح الذي كان في طريقه للعمرة فوجد أرملة معها أطفال صغار لا يجدون أي طعام ، فتبرع لهم بمال العمرة وفضل أن يكفل أسرة وينتشلها من الجوع والفقر والبؤس على أداء العمرة وعاد للمنزل ، ففوجيء بأن المعتمرين الذين عادوا من العمرة في ذلك العام يقولون له رأيناك تعتمر معنا هناك وكأن الله قد أوكل له ملاكاً يحج عنه ليأخذ هو الأجر. علماء الأزهر يؤكدون أن النبي حج مرة واحدة ... وبعض الأثرياء يحجون للوجاهة والحج المتكرر غرور ... والمغرور لا تقبل له طاعة. [email protected]