تشهد منافذ مكةالمكرمة البرية أزمة سنوية أثناء موسم الحج، من قبل الحجاج غير النظاميين، وتزداد حركة المهربين بطريقة غير نظامية عبر طرق برية في الخفاء؛ إما لكونهم مخالفين لأنظمة الإقامة، أو عدم حملهم تصاريح رسمية للحج، أو يتم تهريبهم عبر المنافذ من خلال إخفائهم بأي طريقة كانت. «المدينة» تواجدت في قلب الحدث وأجرت عدة لقاءات مع المهربين أو (السماسرة) ومعرفة طريقة تهريب الحجاج وماسبب تهريبهم وهل العقوبة أصبحت شيئا عاديا بالنسبة لهم؟. تحدثت إلى مهربين هما عبدالله الحارثي ومتعب الحارثي وكان أول سؤال: كم سعر الحاج الذي يتم نقله وتهريبه؟ فأجاب أحدهما بأن السعر يختلف من شخص لشخص حيث يكون 300 إلى 500 للفرد وتم سؤاله عن نوع السيارة التي تقوم بحمل أكثر عدد فأجاب بأن لديه عدة سيارات وأقوم بتحميل أكثر من 10 إلى 15 فرد بالسيارات الكبيرة مثل الجمس أما السيارات الصغيرة فيكون عدد الأشخاص سبعة، وحول سؤال الزميل الوهبي بأن عددًا من الجهات الأمنية تقول بأنه يوجد أجهزة إلكترونية لكشف المهربين هل لوحظ هذا الشيء؟ فأجاب بأنه يهرّب كل يوم ويذهب من بر إلى آخر ولم يلاحظ هذا الشيء وتم سؤاله هل يوجد خطة متكاملة بينك وبين عدد من المهربين من أجل كشف الطرق التي يوجد بها جهات أمنية أو يكون إسلاك الخط لك بكل سهولة ، فأدلى بأنه يتم المشي قبل تركيب الحجاج وكشف الخط بيوم أو يومين وبعدها نرى بأن الطريق هذا أمان فنسلكه كل الوقت ونتخذه معبرا لنا ونتداوله بين بعض المهربين الذين نعرفهم معرفة شخصية، وتم سؤاله من قبلنا ماهي أصعب المواقف التي واجهتها خلال تهريبك للحجاج فأجاب مواجهة (المجاهدين) حيث إن هذه الفرق تقطع رزق كل شخص وأنا كشاب عاطل من 10 سنوات ولا يوجد لديّ أي مصدر لرزق غير العمل بأشياء بسيطة ويعتبر موسم الحج أفضل موسم لنا وهو ما يدخل علينا من مكاسب تجعل لنا رزق وعيشة لمدة لا تقل عن 6 أشهر ولا نعلم أين نذهب ويوجد لدينا طاقات نود إفراغها وعند سؤالنا منذ متى وأنت تمارس هذه الشغلة فأجاب منذ سبع سنوات وقال بأنه مصدر رزقي الوحيد بعد الله وطالب بوجود حل في العطالة (من أجل ترك هذه الشغلة) وقلنا هل عندك تخوف من فرض الغرامة عليك علما بأن الغرامة 10 آلاف على كل فرد تقوم بتهريبه فأجاب بأنه لا يوجد لديه أي تخوف (ولو كان متخوفا لما فعل الشيء هذا واعتبر التهريب نقطة شجاعه له). أما المهرب خالد فقال إن التهريب أصبح لعدد من الشباب شيئا مفروضا منه وشيئا إيجابيا وهم يعلمون بأنه سلبي ولكن كثرة العطالة هي السبب الوحيد علما بأن موسم الحج يعتبر موسما جميلا لنا وقال خلال حديثه بأنه يقوم بجمع المال الآنَ (من أجل إكمال مهر عروسته المستقبلية) وقال راتبي لا يتجاوز 3000 ريال ولدي عائلة وسيارة ومصاريف أخرى وأدلى بأن المال الذي سيكسبه في موسم الحج سيكون مهرًا لزوجته أو خطيبته، وأدلى المهرب سعد بأن التهريب عبر البر أصبح شيئا اعتياديا وقد كان لديه موقف صعب حيث تم تغريمه أربعين ألفا من قبل الجهات الأمنية وحجز سيارته ورجعت لمزاولة التهريب من أجل شح الوظائف والعطالة التي وضعت لنا طاقات وشحنات ونريد أن نفرغها بأي شيء نعمل فيه ونخرج منه مصدرًا للزرق. رأي الجوازات وأكد مصدر مسؤول بإدارة الجوازات ل «المدينة» إن العقوبة سوف تفرض على أي شخص مهرب للحجاج الذين لا يحملون أي تصاريح وعقوبة الفرد عشرة آلاف ريال وحجز السيارة وعقوبة للحجاج أيضا.