تستقر مع الساعات الأولى من صباح اليوم مواكب ضيوف الرحمن في منى لقضاء يوم التروية متأسّين بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط تكامل في منظومة الخدمات التي وفّرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. واستنفرت مختلف القطاعات الأمنية والخدمية جهودها لاستقبال ضيوف الرحمن في منى وعرفات التي سيتم تصعيد بعض الحجاج لها مباشرة لقضاء يوم عرفة غدًا. وأكدت القيادات الأمنية والمرورية على توحيد خطة السير أثناء التصعيد الى منى ومنع الاتجاه المعاكس في الحركة فيما استنفر الدفاع المدني آلياته في المناطق الأكثر خطورة تحسبًا لأي طارئ. وبدأت فرق وزارة الحج الميدانية أعمالها للتأكد من جاهزية المخيمات لاستقبال 1.8 مليون حاج من الخارج اضافة الى 220 ألفًا من حجاج الداخل. واتخذت قيادة جسر الجمرات تدابير مبكرة لمنع الافتراش في المنطقة المحيطة بالجسر. وأكد قائد قوات الدفاع المدني بالحج اللواء محمد بن عبدالله القرني ل «المدينة» نشر جميع وحدات وفرق الدفاع المدني بمشعر منى بنسبة 100% وذلك لاستقبال الحجاج القادمين من مكةالمكرمة ولفت الى دعم الحرم المكي الشريف بقوات اضافية مشيرًا الى انه سيتم مراقبة الحجاج عن طريق التصوير الجوي خلال وجودهم في الحرم وتصعيدهم الى مشعر منى وأكد دعم جميع الطرق والانفاق المؤدية الى مشعر منى بقوات خاصة لمرافق الحجاج والتدخل السريع مؤكدًا وجود فرق للسلامة خاصة بمكافحة حرائق المركبات أمام الحجاج الذين يتوجهون مباشرة الى عرفة عبر طريقي 1و2 فقد دعمها بالفرق اللازمة لتأمين سلامتهم حتى وصولهم الى مشعر عرفة كما تم نشرفرق اضافية في المشعر بالكامل للتدخل السريع وقت وقوع اي طارئ لا سمح الله لافتا الى اجراء المسح الوقائي لجميع المخيمات والمنشآت الحكومية والتأكد من فاعلية شبكات الإطفاء وازالة اي عوائق او مخالفات تهدد سلامة الحجيج. ودعا ضيوف الرحمن الى الالتزام بارشادات وتعليمات رجال الدفاع المدني في المشاعر لتجنب المخاطر المحتملة. وأعدت امانة العاصمة المقدسة خطة للنظافة في المشاعر يوم التروية وعرفة من خلال زيادة عمال النظافة لمواجهة كمية النفايات المتوقعة ويشارك في تنفيذ خطة النظافة 6 آلاف عامل و354 معدة مختلفة تعمل على مدار 24 ساعة في أيام الذروة وتم دعمها بمراقبين ومشرفين والمعدات اللازمة مثل الشفاطات والمكانس الآلية لتجميع النفايات من الجسر والبوبكات والقلابات والشيولات وغيرها وأوضح أمين العاصمة المقدسة د. اسامة البار أنه سيتم تخزين النفايات مؤقتًا بعد كبسها بمشعر منى لمواجهة صعوبة حركة المعدات والاستفادة من الصناديق الضاغطة والمخازن الارضية بأقصى درجة حيث هيأت الأمانة (131) مخزنًا أرضيًا تستوعب في مجملها اكثر من(5250) طنًا من النفايات كما تم توفير (1010) صناديق ضاغطة للتخزين المؤقت للنفايات وتستوعب هذه الصناديق والمخازن في مجملها ما يقارب (15350) طنًا من النفايات المضغوطة اي حوالى 70% من كمية النفايات المنتجة. وأوضح ان كمية النفايات التي تم رفعها العام الماضي من مشعر منى بلغت حوالى 210 أطنان متوقعًا ان تزيد كمية النفايات خلال هذا العام بسبب الاعداد الكبيرة من الحجاج. وبيّن الدكتور ان مشعر عرفات قسم الى ثلاث مناطق رئيسة هي منطقة مسجد نمرة وجبل الرحمة والمنطقة الترددية وتم توفير كافة المعدات والاجهزة والآليات وعمال النظافة. وأكد قائد قوات أمن الحج اللواء سعد عبدالله الخليوي جاهزية كافة منسوبي قوات أمن الحج لتصعيد الحجيج الى منى وعرفات مشيرًا الى الخطط الأمنية بهذا الشأن تم اعدادها من وقت مبكر. واضاف: إن كافة المشاركين في تنفيذ خطة موسم حج هذا العام على درجة عالية من الكفاءة والخبرة التي تمكنهم من تنفيذ كافة المهام المنوطة بهم على اكمل وجه. ودعاء اللواء الخليوي كافة الحجيج الى التقيد بالانظمة وذلك حرصًا على سلامتهم كما دعاهم الى التوجه لأي رجل أمن في حال طلب المساعدة معتبرًا ذلك من أبرز وأشرف المهام المنوطة بهم. وشدد على أهمية توحيد الاتجاه ومنع الاتجاه المعاكس لضمان سير حركة الحشود بدون أي عراقيل. وأكد قائد نقاط المنع والتحكم بالمشاعر المقدسة العقيد محمد البسامي عدم تمكن أي مركبة مخالفة من الدخول للمشاعر المقدسة منذ سريان قرار المنع الخاص بذلك عدا المركبات المرخص لها والتي تحمل تصريحًا خاصًا بالدخول الى المشاعر واشار الى وجود 37 نقطة منع بمشاركة اكثر من الفي ضابط وفرد يعملون على مدار الساعة.. وأوضح ان الهدف من قرار منع دخول المركبات غير المصرح لها هو تحرير الحركة المرورية داخل المشاعر من المركبات الصغيرة. وأشار البسامي الى استحداث نقاط منع جديدة في طريق الملك خالد وطريق الطائف وقوة جديدة تحت مسمى قوة ضبط الدراجات النارية المخالفة التي لا يحمل قائدها تصريحًا ولا رخصة قيادة أو لا توجد لها لوحات ويتم ضبط المخالف وحجزها في مواقع حجز خاصة خارج المشاعر حتى نهاية موسم الحج. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة خالد بن محمد مرغلاني الوزارة هيأت (4) مستشفيات في منى هي (برج الطوارئ، منى الجسر، منى الوادي، منى الشارع الجديد) بسعة سريرية تبلغ 560 سريرًا كما تم تغطية مشعر منى بواقع (28) مركزًا صحيًا. واضاف د. مرغلاني ان الاستعدادات بدأت بالتشغيل التجريبي في غرة ذي الحجة للتأكد من الجاهزية ووضع الخطط الوقائية والعلاجية خلال وجود الحجاج بمشعر منى. وأكد وجود فرق طبية ميدانية قادرة على التدخل السريع ومعالجة ما ينتج من ازدحام وتدافع لا سمح الله حيث تم توفير 80 سيارة اسعاف كبيرة و95 سيارة صغيرة علاوة على اعداد خطة للإخلاء الطبي وتوفير وحدات دم كافية وأكد ان الحالة الصحية للحجاج مطمئنة ولا توجد أي حالات وبائية مؤكدًا ضرورة مراجعة اقرب مرفق صحي في حالة الشعور بأي عارض صحي لتلقي العلاج المناسب.