يميل البعض إلى تسمية المناظرات الانتخابية في حالة الانتخابات الأمريكية بأنها مزايدات أكثر منها مناظرات، وإذا كانت المناظرة الأولى بين الرئيس باراك أوباما ومنافسه المرشح الجمهوري ميت رومني قد حسمت لصالح رومني، فإن المناظرة الثانية التي جرت مساء أمس الأول حسمت لصالح أوباما، وفق استطلاع الرأي الذي أجرته محطة CNN، عندما نجح الرئيس أوباما في وضع خصمه في موقف عدم التيقن من معلوماته، عندما اتهمه باستغلال الهجوم الإرهابي على القنصلية الأمريكية العامة في بنغازي لتسجيل نقاط سياسية في موضوع يمس الأمن القومي الأمريكي، فيما يرى الخبراء أن نتيجة المناظرة الثالثة المقررة في 22 من الشهر الجاري (أكتوبر) التي ستتمحور حول السياسة الخارجية الأمريكية قد تعطي المؤشر الأكبر على تحديد مَن هو الرئيس الأمريكي القادم. ورغم ما هو معروف عن المرشح الجمهوري ميت رومني بأن السياسة الخارجية تشكل نقطة ضعفه الرئيسة، إلاّ أن الكثير من المحللين يرجّحون مسبقًا كفته في تلك المناظرة انطلاقًا من معرفتهم بأن تركيز رومني سينصب على المزايدة على خصمه الرئيس أوباما فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل، انطلاقًا من التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول رفض الإدارة الأمريكية (الراهنة) مساعدة إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، إلى جانب رفض الرئيس أوباما لطلب نتنياهو الاجتماع به على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي. بالطبع فإن الرئيس أوباما لا يجهل بدوره القاعدة الذهبية في الانتخابات الأمريكية التي تنص على أن الطريق إلى البيت الأبيض يمر عبر تل أبيب، وهو ما ترجمه الرئيس أوباما بالفعل على أرض الواقع من خلال المساعدات المالية التي قدمها لإسرائيل لتطوير مشروع القبة الحديدية بمبلغ 70 مليون دولار، وتقديمه 400 مليون دولار لدعم تجديد وزيادة حجم مخزون الأسلحة في مخازن الطوارئ التابعة للجيش الإسرائيلي، إضافة إلى تسريع تزويد إسرائيل بطائرات اف 35 المقاتلة. لكن إسرائيل لا تنظر في دعمها للمرشح الأمريكي لمسألة الدعم المالي والسلاحي والسياسي فقط ، وإنما -إضافة إلى ذلك- المرشح الذي يوافقها على كل ما تتخذه من مواقف وقرارات تخدم مصالحها الذاتية.