وسط نيران المدافع والدبابات كان يحدق بعينيه إلى السماء فرآها نعم هي رآها... حمامة السلام البيضاء تحمل غصنًا أخضر ترفرف في سماء بلاده... وأخيرًا!. أفاق على صوت الرصاص المحلّق في المدينة بدلًا من طيورها... وكان حُلمًا!! أيعقل ذلك؟! إنها ما زالت تحلق في أحلامه؟!.. تلك الحمامة التي وأدها يوم أخرج أطماعه من قبرها فتمردت عليه؟! لا يوجد مخلوق على وجه الأرض تقوده غرائزه إلى التكاثر والإبادة لنوعه في وقت واحد مثل.. الإنسان! متخم ذاك المخلوق بالتناقضات وليس لغرائزه تخوم. سألت ابنها ذا العشر سنوات: «لماذا الحرب تحديدًا؟ «.. رد عليها وهو منهمك بتخطي مراحل اللعبة: «الحرب لعبة ماتعة!». ماذا لو جربها حقيقة؟!. أشك بقدرته على الوصف! الحرب والسلام... تساءلت بداخلي من منهما الاستثناء ومن القاعدة في هذه الحياة؟! فوجدت الإجابة قديمة قدم ابنيّ آدم والجزء الأخير منها قُتل مع... هابيل! فلسفة السلام تقضي بأن يُدفن الماضي ميتًا، وفلسفة الحرب تقضي بأن تُدفن أيام المستقبل.. حيّة. .. جاهلية وبربرية هي الحرب مهما استحدث أدواتها! الحروب وإن تعددت أشكالها فهي لا تنجب إلا الخسائر ابنة واحدة لها فقط .. انتصارها يعني إنجاب للمكاسب... الحرب مع النفس. في اليوم الذي تأسس فيه مجلس الحرب... قرر الآتي: «لا سلام على الأرض إلا لإسرائيل.. ولا حرب إلا من أجلها... هذا بالضبط مختصر قوانين ذاك المجلس الغابي بكل بنوده.. وإن قرأت غير ذلك فأنت.. وعفوًا منك.. لا تبصر أنياب الحروف! خاتمة: لن أحلق في سماء تمطر رصاصًا وتغرق أرضها بطوفان الدماء! التوقيع: حمامة السلام.