شبه قلم... للكاتبة مسعدة اليامي / صحيفة نجران نيوز الالكترونية بدأت الكتابة بقلم مصنوع من الرصاص ليتسنى لي مسح زلاتي, التي قد تكون أضعاف حجم الجيل العربي ,الذي لا يزال يغرق تحت أنقاض الجهل و العادات البالية, أقسمت ألا أكتب ألا ما يمليه علي ما تبقى من ضميري المبعثر الأجزاء , بسبب تلك السحب السوداء المتراكمة على أجزاء غالية من الوطن العربي , أن تلك الحروب تفرز الكثير من الألم و الحزن على الضعفاء اللذين تطحنهم الحرب برحاها دون ذنب, فما هو ذنب أطفال العراق؟ أن يشربوا الوباء من مياه أرضهم الملوثة, بما تبقى من أثار الحرب التي وضعت وزرها على رقابهم الضعيفة, التي لا تملك المقدرة على مقاومة المرض الذي أستقر في دمائهم التي تنزف في أي مكان و بدون إنذار, و ما هو ذنب أطفال اليمن؟ أن يكون تحت خط الفقر, لينهش الجوع أجسادهم الصغيرة, و ما هو ذنب أطفال العالم ؟أن تزرع على شفاههم الأحزان ,و في النهاية تذكرت أني لا زلت شبه قلم قد يكسر و يبرى و يطحن و يعجن قبل أن يصل إلى ما هو أدهى و أمر أن ذلك الحبر الذي ينزف على الورق, ما هو ألا مشاعر امرأة تسوق لنفسها في فضاء الأدباء, لا أخفيكم لقد لاحت لي صورة صدام حسين ,و صدام الحضارات فخفت أن أشق طريقي بشبه قلم ,وضعت ذلك القلم جانباً و بدأ انتحت قلم من لحم و دم, ليصوغ الكلمات بميزان القلب و العقل, و أن كنا في وقت جفت بهِ العواطف و نضبت من دواخلنا ,و ألا لما كان هناك أطفال يموتون برصاص و يدفنون ب ( جرافة) صنعت من حديد, توقف القلم عن الحراك شابت ناصيتهُ عن الكلام, فلم يدري ماذا يقول: في زمن الٍحقيقة ترقص فيهِ على حافة الهاوية, و الزيف يرفل في ثياب عارية تكتسي بها أجساد ذات خصور نحيلة ,لتميت القلوب اللاهثة وراء المتع التي أفقدت الحليم حلمهُ , ليحتلم الطفل الرضيع و هو لا يزال في أحضان أمه !!و يظل كل كاتب بقلمهُ معجب ,و أن كان من قش أو ورق زرنيخ, المهم أنهُ ينظف الشوارع من المتسولين الذين شوهُ شوارع الصحافة, التي تبحث عن كل ما هو مثير في الشارع العربي المبلل بدماء البراءة ,حوادث تزلزل القلوب فلم يبقى جبل على وجه الأرض ألا و تحرك من مكانهُ, و لم تبقى سحابة ظهرت في السماء ألا و أنزلت دموعاً, و لم يبقى طيراً ألا و سبح الله يرجوا رحمته الواسعة على أمة الإسلام ,ثار القلم فلم يعد الكاتب قادر على إيقافهُ لأنهُ فتي ينشد التغير, و صاحبتهُ عجوز خارت قواها عندما شهدت حمامات الدم في نقل حي من خلال القنوات الفضائية, التي لا ترحم قلب صغير أو كبير فما هي الفائدة من الفواجع التي تتصدر القنوات في كل وقت هل من أجل أن تضعوا قلوبنا في قلب الحدث أم أن تصعق قلوب أطفالنا بنار الحقيقة ؟؟.