أكد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ان الجيش الأمريكي يضع اللمسات الأخيرة لقواعد الاشتباك للتصدي لهجمات معلوماتية يمكن أن تسبب أضرارًا كبيرة، بما في ذلك عبر وسائل هجومية. وقال بانيتا أمام اجتماع لرجال أعمال في نيويورك إن «القواعد الجديدة ستؤكد أن وزارة الدفاع لا تتحمل مسؤولية الدفاع عن شبكاتها فحسب، بل أن تكون مستعدة أيضا للدفاع عن البلاد ومصالحنا القومية في أي هجوم»، كما ورد في خطابه وأضاف وزير الدفاع الأمريكي «لن ننجح في منع هجوم الكتروني بمجرد تحسين وسائلنا الدفاعية فقط». وتابع «إذا رصدنا تهديدا وشيكا بوقوع هجوم سيؤدي إلى اضرار مادية جسيمة أو سيؤدي إلى موت مواطنين أمريكيين، فيجب أن يكون لدينا امكانية التحرك للدفاع عن البلاد اذا امر الرئيس بذلك». وأكد بانيتا أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) «طورت قدرات على القيام بعمليات فعالة لتطويق مثل هذه الهجمات ضد مصالحنا القومية في مجال الانترنت»، دون أن يستخدم على الاطلاق عبارة «القدرة الهجومية». لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا في وزراة الدفاع قال لصحافيين إن «كل الذين يريدون مهاجمتنا عليهم ان يعرفوا ان وزارة الدفاع ستتخذ كل الاجراءات الضرورية». وبعدما أشار إلى «زيادة كبيرة» في عدد هذه الهجمات، قال بانيتا إن وزارة الدفاع «تعرف» أن «أطرافا أجنبية تختبر شبكات البنى التحتية الاساسية» للولايات المتحدة، وخصوصا انظمة مراقبة محطات الكهرباء وشبكات توزيع المياه والنقل. وتابع المسؤول الكبير في وزارة الدفاع طالبا عدم كشف هويته ان الولاياتالمتحدة «تشعر بالقلق من روسيا والصين خصوصا» ومن «ايران ايضا التي تملك قدرات متزايدة» في هذا المجال. وكانت معلومات اشارت الى ان بانيتا الذي كان مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ساعد في شن حملة تخريب معلوماتية لا سابق لها استهدفت البرنامج النووي الايراني. ولم تعلن ادارة الرئيس باراك اوباما رسميا عن هذه العملية التي سميت «الالعاب الاولمبية»، لكن تحدث عنها بالتفصيل ديفيد سانجر مراسل صحيفة نيويورك تايمز في كتاب الفه استنادا الى مقابلات مع مسؤولين. ومن اجل الدفاع عن البنى التحتية الاساسية، قال بانيتا انه يجب ان تتمكن الحكومة والقطاع الخاص من تبادل المعلومات حول التهديدات الالكترونية بسهولة اكبر، معبرا عن اسفه لاخفاق الكونغرس في التصويت على قانون في هذا الاتجاه.وقال ان «الشركات يجب ان تكون قادرة على تقاسم المعلومات حول بعض التهديدات المحددة بدون ان تشعر بخطر ملاحقتها قضائيا». وتحدث بانيتا عن سيناريوهات عدة لمهاجمة اهداف اميركية من قبل دول او مجموعات قد تسيطر على شبكات حيوية. وقال ان النتيجة يمكن ان تكون «بيرل هاربور الكترونية»، اي «هجوم يؤدي الى دمار مادي او فقدان ارواح او شلل او صدمة للشعب ويولد مجددا احساسا بغياب الامان». وتابع ان «بلدا مهاجما او مجموعة متطرفة يمكن ان يسيطر على ازرار تشغيل اساسية او يخرج قطارات ركاب او قطارات تنقل مواد كيميائية قاتلة عن سككها».واضاف انهم «قد يسممون مصادر المياه في مدن كبرى او يقطعون الطاقة عن اجزاء من البلاد». وتملك القيادة الأمريكية المكلفة هذه المسائل «سايبركوماند» القدرة على التعرف عن مصدر هجوم ومنفذيه ما يعزز برأي ليون بانيتا القدرات الرادعة للوسائل الأمريكية. وسيحدد البنتاغون بذلك الجهة التي يفترض ان يستهدفها اذا وقع هجوم واسع.وتبلغ الميزانية السنوية لهذه القيادة 3,4 مليار دولار. ووزارة الدفاع في الولاياتالمتحدة مكلفة حماية الشبكات العسكرية والتحرك بدعم من وزارة الامن الداخلي ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في ما يتعلق بالشبكات المدنية.وتحدث بانيتا عن فيروس الكتروني ضرب مؤخرا شبكات شركة النفط السعودية ارامكو ما ادى الى توقف 300 الف جهاز كمبيوتر عن العمل. وقال إن هذا الفيروس المتطور يعد «الهجوم الاكبر تدميرا على القطاع الخاص حتى اليوم».