اعتبر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال «مارتن ديمبسي» في كلمة له أمام منتدى أمني عقد في لندن، أن بلاده عرضة لهجمات إلكترونية عبر الانترنت داعياً لاتخاذ المزيد من الإجراءات لتعزيز الأمن الالكتروني. وحسب وكالة «رويترز»، تُعد تصريحات ديمبسي هي أحدث تعليق يصدر عن مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى يحدد فيه أمن الانترنت كقطاع يحتاج لتركيز واستثمارات أكبر حتى في ظل إقدام وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على تقليص ميزانيتها. وتعتقد الولاياتالمتحدة أن من حقها أن ترد على الهجمات الإلكترونية المحتملة بضربات عسكرية حقيقية، وهذا ما ناقشه التقرير الجديد للبنتاجون الأمريكي الذي طرح أمام مجلس الشيوخ.واعتبر الخبراء هذا التقرير الموجود في 12 صفحة بأنه إعلان أكثر وضوحاً من قبل واشنطن حول سياستها المستقبلية في مجال الأمن الرقمي. وقد أوضح التقرير الجديد أنه في حال وجود ضرورة للرد على هجمة إلكترونية فإن الرد سيكون كما لو كان على أي تهديد آخر ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبهذا الشكل سيكون الرد دبلوماسياً أو معلوماتياً، وحتى اقتصادياً أو عسكرياً.. وتنبع أهمية ذلك لحماية الشعب والحلفاء والشركاء والمصالح. ونبهت هجمات وقعت في الآونة الأخيرة واستهدفت شركات أمريكية عملاقة وذات بعد استراتيجي خاص، مثل جوجل وناسداك ولوكهيد مارتن وأر.اس.ايه وقطاع الأمن في اي.ام.سي الحكومة الأمريكية ومسؤولين عسكريين إلى ضرورة التصدي لهذه التهديدات الخطيرة التي تستهدف شبكات الكمبيوتر الأمريكية بشكل مباشر. ونشير هنا إلى أن النظام الحاسوبي لموقع البنتاجون يتعرض يومياً خلال السنوات الأخيرة لهجمات عديدة من قبل المخترقين (الهاكرز)، ويستخدم الجيش الأمريكي أكثر من 15 ألف شبكة حاسوبية يتصل فيها أكثر من 7 ملايين حاسب منتشرة في مئات المواقع على مستوى العالم. ويجري الدخول على شبكاتهم ملايين المرات يوميا وتسببت عمليات اختراق في ضياع آلاف الملفات وفسادها. ويقدر الضرر الذي لحق نتيجة هجمات المخترقين بأكثر من تريليون دولار أمريكي. ونشر قسم بالمخابرات الأمريكية تقريراً في وقت سابق من تشرين الثاني/نوفمبر يحدد الصين وروسيا على أنهما أكثر البلاد نشاطاً واستمرارية في استخدام التجسس الالكتروني بعد غياب رد من جانب الحكومة الأمريكية، وبعد ظهور فيروس “استوكسنت” الالكتروني في العام الماضي. ويعتقد على نطاق واسع، أن الفيروس كان سبباً في تعطل أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها إيران في تخصيب اليورانيوم الذي تقول واشنطن وبلدان أوروبية أخرى انه ضمن برنامج سري لإنتاج أسلحة نووية. وفي نهاية التقرير تؤكد وزارة الدفاع أنها ستحاول ردع العدوان الالكتروني عن طريق تطوير دفاعات فعالة تمنع الخصوم من تحقيق أهدافهم، وعن طريق إيجاد سبل لجعل المهاجمين يدفعون ثمن أفعالهم، “في حال ثبوت عدم كفاية أساليب الردع تمتلك وزارة الدفاع وتقوم بتطوير القدرة على الرد عسكرياً في النطاق الالكتروني وفي نطاقات أخرى”. أمريكا | أمن اليكتروني | أمن قومي