"العفاسي، أبو خاطر، الصافي، البشيري، حوى، العوينات، الغزالي، قوزع، حاميم، اللبان، سامي يوسف، زين" هذه لمحة سريعة على بعض أركان الفن الإنشادي العريق الذي يطمح جميع المنشدين الوصول لما حققوه من إنجازات كبرى تحتسب في صالح هذا الفن القائم المبدع. هؤلاء المنشدون لم يظهروا للساحة على غفلة وإنما بالجد والمثابرة استطاعوا تحقيق مبتغاهم وطموحهم، لكن الطموح وحده لا يكفي دون العمل الجاد، فمن الطبيعي أن جميع هؤلاء مروا بمراحل صعبة وإن صح التعبير "مطبات" لم توقفهم عن الاستمرار في عملهم بل والاستفادة بشكل إيجابي من تلك العوائق التي مرت في طريقهم. بالمقابل عند مقارنتنا لبعض المنشدين الحاليين نجد البعض منهم ما يلبث أن يبدأ في هذا الفن لمدة سنة أو سنتين حتى نجده قد ترك المجال لأجل عدم تحقيق أهدافه وكأن لسان حاله يقول: (رغبت في مطامع شخصية لم تحقق) فهذا هو أقرب الأوصاف لمن تكاسل عن هذا الفن، فبالحقيقة نحن نسعى ونحاول أن نبذل جهدنا وقوتنا على أرض الواقع لأجل تحقيق أهدافنا وإن كانت شخصية لكن في مقابلها اليأس هو طريق "الفشل" بل إنه أسرع الطرق للوصول لذلك الفشل. ولا ننسى أن أولئك الذين حققوا بعض الإنجازات لم تأت انجازاتهم من فراغ بل استطاعوا إدراك نقطة مهمة وهي "كيف تأكل الكتف"، فصاحب أي فن أو رسالة أو مشروع لا يمكن تحقيق ما يطمح إليه إن كان "تقليديًا" أو صورة طبق الأصل لعمل سابق له، وإنما عليه الظهور بشكل مغاير ووجه جديد ومنافسة قوية يستطيع من خلالها وضع بصمته كأولئك السابقين.