استطلعت "الرسالة" في عددها قبل الماضي آراء مجموعة من المنشدين عن دورهم ودور الفن الإنشادي في الدفاع عن خير البرية رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكيفية مواجهة حملات التشويه التي يشنها بعض متطرفي الغرب، ونتج عن ذلك الاستطلاع اتفاق كثير من المنشدين على ضرورة القيام بعمل إنشادي عالمي يوجه لكافة شعوب العالم، وهاهي الفكرة تشرف على الظهور وتدنو من أرض الواقع؛ حيث تعمل نخبة من منشدي جدة لإطلاق "كليب إنشادي" عالمي بعنوان "كليب النصرة"، يشترك فيه كل من المنشدين (محمد الغزالي، جهاد اليافعي، إبراهيم النقيب، محمد رباط، أسامة فقيه، عبدالرحمن عمر، هيثم الملحاني، محمد طه)، كما يشترك فيه مجموعة من المنتجين والمصورين والمترجمين وغيرهم من المتطوعين. الفيديو المزمع نشره الأسبوع القادم من كلمات الشاعر ماجد الجبري، وسيترجم لعدة لغات عالمية، و"الرسالة" -التي ساهمت في ترجمة هذا الكليب- بدورها تنشر أول تغطية عن الفيديو قبل ظهوره في سياق هذا التقرير... بداية أوضح عضو فرقة "نداء وحداء" وأحد منشدي الكليب المنشد هيثم الملحاني أن كل إنسان مسلم يحاول الدفاع عن رسول الله بقدر استطاعته، ونحن بدورنا نقوم بتجهيز هذا العمل ونهديه لرسولنا صلى الله عليه وسلم، وبين الملحاني أن هذا الكليب أنجز في فترة قصيرة وهي ما يقارب (12) يومًا فقط؛ لذلك الجهد فيه مضاعف والقائمون عليه متفرغون لإنجاز هذا العمل بسرعة وإبداع كبيرين ليحقق الهدف من ورائه ويصل لكافة شرائح العالم دون استثناء. ونوه الملحاني إلى أن العمل وإن كان بإنتاج محلي إلا أنه عالمي الهدف. الطموح المنتظر ومن جهته بين المشرف على البرنامج يحيى ثابت أن الكليب شارك فيه عدد كبير ومتنوع من المتخصصين في مدينة جدة ابتداءً من منتجين ومرورًا بملحنين ومصورين ومهندسين وليس انتهاء بالمنشدين حيث نطمع أن يتشارك الجميع بنشره والترويج له. وأكد ثابت أنه سيرى النور في بحر الأسبوع القادم بإذن الله. وبين ثابت أن تكاتف الجميع وتعاونهم كان فوق مستوى التوقعات، وأن الجميع تطوعوا من غير مقابل مادي، وبذلوا قصارى جهدهم دون تكاسل لإخراج هذا العمل للنور خدمة وحبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لكننا نطمح أن يلقى هذا العمل القبول والانتشار الواسع، وأن يفوق التوقعات ولا يكون كأي كليب عادي. موجه للغرب ومن جانبها أوضحت بسمة الحاشدي مترجمة هذا الكليب للغة الألمانية أن هذا الكليب يمكن أن يوجه حتى للمسلمين في الغرب لأن كثيرًا من المسلمين المقيمين بألمانيا وغيرها لا يعرفون حقيقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و لايدركون فضائله، وإنما سمعوا عنه فقط، ومثل هذه الأعمال الفنية هي خير وسيلة لإظهار محاسنه، وأضافت أن الإعلام الغربي المتطرف يحاول جاهدًا تشويه سمعة المسلمين في منطقته، ونحن نحاول أن نرد عليهم بصورة حسنة وبأسلوب راقٍ نوضح من خلاله محاسن الإسلام وسيرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. توضيح الحقائق وأوضحت الحاشدي أن "رب ضارة نافعة"؛ فما حدث من تشويه متعمد لنبينا الكريم بإمكاننا استغلاله بطريقة إيجابية عن طريق الحديث للعالم بلغاتهم ووسائل تجذبهم، والعالم الآن كله يتحدث عن الفيلم المسيء وهذه فرصة لتوضيح الحقائق ورد الشبهات. وتختم الحاشدي حديثها بدعوة المسلمين والمبتعثين في الغرب للمساعدة في نشر هذا الكليب وغيره من الأعمال الإيجابية التي تهدف إلى تحسين صورة الإسلام والمسلمين. أما المنشد محمد الغزالي -أحد منشدي الكليب- فقد أوضح أن مثل هذا الكليب يمكن أن يساهم في تغيير ثقافة الغرب؛ حيث إن الغرب من أهم أدوات ثقافته الإعلام والفن بكل أشكاله. وأن هذه الوسائل أبلغ كثيرًا من لغة القتل والدمار. كما أن الفن ولغة الإبداع يمكن أن تنقل صورة حسنة عنا وعن أساليبنا في التعبير والاحتجاج مثلما يستخدمون هم هذه الصور الراقية والحضارية في التعبير عن آرائهم. من جهته أكد المنشد جهاد اليافعي أن هذا العمل هو نتيجة تكاتف جميع المنشدين، ومبادرات شريحة كبيرة من الشباب، حيث كان كل منهم يعرض خدماته بقدر استطاعته، معربًا عن شكره لجميع من قام على هذا الكليب وهذه المبادرة، وبأنها ليست مستغربة على المنشدين المخلصين لفنهم الهادف. كما عبر اليافعي عن هدف المنشدين من هذا العمل الذي يظهر محاسن الرسول واصفًا العمل بأنه من أحب الأعمال التي يستطيع المنشد القيام بها نصرة ودفاعًا عن نبينا محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم. أمّا المنشد محمد رباط فقد دعا كل شخص أن يجتهد في مجاله الذي يستطيع من خلاله إظهار محاسن الرسول، لكنه أكد على ضرورة الإخلاص والإتقان في العمل وليس لأجل الشهرة والسمعة. وبيّن (رباط) بأن خلف هذا العمل كانت جهود مكثفة ومركزة خلال فترة قصيرة لإخراج العمل بأبهى صورة ممكنة. الدعم المعنوي وأشاد مخرج الكليب أسامة فقيه كذلك بتكاتف المنشدين والقائمين على هذا العمل مشيرا إلى أنه ليس بمستغرب على مثل هؤلاء، كما أشاد بالدعم المعنوي الذي لاقوه من بقية المنشدين غير المشاركين الأمر الذي ساهم في رفع معنويات المشاركين وتكاتفهم وزاد حماسهم لإظهار العمل في أسرع وقت ممكن، لكن النقيب أشار إلى مهمة أخرى تقع على عاتق وسائل الإعلام ومساهمته لإظهار الكليب في أجمل صورة ممكنة لأن الفيلم المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ساهم في ترويجه الإعلام، فعلينا الرد عبر نفس الوسائل والطرق. وطالب النقيب الإعلاميين بالعمل وبذل المزيد من الجهد لنشر هذا الكليب على أوسع نطاق ممكن. ومن ناحيته دعا المنشد إبراهيم النقيب كافة المنشدين الآخرين كذلك إظهار هذا الكليب والمساهمة في ترويجه، خاصة وأن العمل اقتصر فقط على (12) منشدا وطالب المنشدين ممن يمتلكون شعبية وجماهيرية واسعة المساهمة في ترويج هذا الكليب.