ظل قادة إيران لأشهر، منذ فرض العقوبات القاسية التي تقودها الولاياتالمتحدة، فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، يؤكدون أنهم لن يستسلموا للضغوط الغربية، وسخروا من فكرة حدوث أي تأثير خطير لتلك التدابير. ولكن بعد أسبوع من انخفاض العملة الإيرانية الريال بتلك الطريقة المثيرة للصدمة بنسبة 40% وبدء تصاعد الاحتجاجات فى العاصمة طهران والتى نجد أن سكانها تقريبًا يتحدثون عن الريال، وكيف تحولت حياتهم رأسا على عقب في أسبوع واحد رهيب إنهم يتحدثون فى المصاعد. والمكاتب والسيوبرماركت وفيما يتناقل الناس أنباء انخفاض العملة لا أحد يعلم من هو المسؤول عن ذلك. (من الأفضل القيام بالشراء الآن) نصح أحد باعة الأرز الحارس المتقاعد من أحد المصانع عباس شرابي، الذي قرر شراء 900 رطل من الأطعمة الأساسية المحفوظة من أجل إطعام عائلته الكبيرة لمدة عام. وفي الوقت الذي كنت أجمع ما تبقى لى من النقود يضيف عباس: قال لي البائع بعد أن أكمل اتصاله الهاتفى: «إن الأسعار ارتفعت بنسبة 10% بالطبع دفعت السعر الجديد .الله وحده يعلم كم سيكون السعر الجديد غدًا». إن عددًا قليلًا من الناس في الحقيقة هم بحاجة لتحويل الريال للعملة الأجنبية إلا أن قيمته تعتبر واحدة من المؤشرات القليلة الواضحة لحالة الاقتصاد، وهبوط الريال بشكل حاد أدى إلى ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية. وفي طهران، يقضي العديد من السكان أيامهم في استدعاء رجالات الصرافة و زيارة البنوك، متسائلين هل الأفضل بيع ريالاتهم الآن أو انتظار حدوث معجزة تعيد نسبة سعر الريال إلى مستوياتها القديمة. أوحتى للارتفاع المتوسط الذي كان سبب الذعر الذي حدث في الأسبوع الماضي. بائع الملابس أحمد (65 عامًا) وهو مثل الكثيرين لايود أن يعرف بهويته كاملة خوفًا من السلطات قال :(التقلبات كبيرة بحيث لا أحد يعرف ما إذا كان من الأفضل له الانتظار أو تغيير الريال الآن)، وأضاف: ( لقد ضقت ذرعًا بكل هذا فأنا أريد أن أحيا حياة طبيعية، ولكن مما يثير المخاوف أن جميع الناس يتحدثون بين والجبات الثلاثة فقط بعصبية عن العملة الصعبة). ومثل العديدين من سكان العاصمة، تحول حديث أحمد إلى المؤتمر الصحفي للرئيس أحمدي نجاد الذي عقده الثلاثاء الماضى وكان يأمل في أن يقدم الرئيس نوعًا من الحل. وبدلاً من ذلك، عزا أحمدي نجاد ضعف الريال إلى المضاربين بالعملة والعقوبات الدولية بقوله: «من الطبيعي أن تعاني العملة الإيرانية عندما لا يمكن بيع النفط إلا بكميات صغيرة وعندما يكون من الصعب القيام بتحويلات مصرفية دولية». فيما يقول خصومه إنه يحاول تجنب توجيه اللوم لسوء إدارة حكومته للاقتصاد. لقد وصلت الحيرة بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى حد التهديد بالاستقالة. وقال البائع أحمد عن نجاد: ( لقد قاد البلاد إلى الفوضى والآن يريد أن يتركنا)وهنا قاطعه أحد ركاب التاكسي معه ويدعى مصطفى قائلا( لا. معظم قادتنا في الطريق الخطأ لكنهم يحاولون إلقاء اللوم في كل شيء على أحمدي نجاد). بعد يوم واحد فقط، اندلعت اشتباكات حيث قام ضباط شرطة مكافحة الشغب وهم يركبون دراجات نارية م بتفريق الجمهور وإبعاد الصرافين من الرصيف بالقرب من سوق طهران الرئيسية. واتهمت الحكومة الصرافات بتعمد التسبب في ازمة العملة. وفي سوق (البازار) وهو مركز تجاري مهم أغلق التجار أبواب متاجرهم، وانضم إليهم المئات من المواطنين احتجاجًا على سوء الاقتصاد. وفي حين عادت الحياة إلى وضعها الطبيعي على ما يبدو يوم الخميس فإن موجة من الغضب الشعبي كشفت عن شعور عميق باليأس الذي استفحل بين كثير من الإيرانيين.