أفاد الأمين العام للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة، أن القائمين على البرنامج يعكفون على صوغ استراتيجية محكمة تمتد ل 15 سنة مقبلة، تهدف إلى تقرير خطوات البرنامج بصورة جماعية مدروسة. وأشار الدكتور عادل الشدي في اتصال هاتفي مع «الحياة»، إلى أن المشاركين في اللجان التحضيرية للاستراتيجية أجمعوا على توجيه ثقل المركز إلى غير المسلمين في الغرب، وإلى الناشئة منهم خصوصاً. واعتبر التشويه الأكثر تداولاً في حق خاتم الأنبياء هو في ناحية تعدد الزوجات، ونكاح أم المؤمنين عائشة في سن مبكرة، ونحو ذلك من الدعاوى التي لا يفقه الغرب مغزاها، أو يرددها بقصد تشويه سمعة الإسلام. وكان برنامج نصرة النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قطع شوطاً كبيراً تجاوز الثلاث سنوات في العمل والتعريف بنبي الرحمة، أراد القائمون عليه تحويله إلى مركز عالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته، لذا حرصوا في الاجتماع الأول على وضع خطط استراتيجية ل 15 عاماً مقبلاً، مستغلين الأئمة في الغرب لإيصال رسالتهم، مع إقرارهم أن الإساءة للرسول لم ولن تنتهي. الدورات التعريفية بنبي الرحمة وصلت إلى عقر دار الدولة التي نشرت الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، إذ عقدت دورات في الدنمارك قبل أسبوعين، وكذلك في فرنسا وغيرها من الدول، كما قام المركز بإعلان تعريفي عن الرسول ورحمته بالبشر، في جميع الصحف الدنماركية بما فيها الصحيفة المسيئة، ما أدى إلى تحقيق صدى طيباً، وفقاً لما أعلنه المركز. وأوضح الشدي أن المركز تطور طبيعي للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة الذي استمر ثلاث سنوات، وأشار إلى أن المركز وضع تحقيقاً لتطلعات وطلبات شرائح متعددة في المجتمع من مسؤولين وعلماء ومثقفين وغيرهم. وكشف ل «الحياة» أن المدة الزمنية للخطة الاستراتيجية تصل إلى 15 عاماً تقريباً، إذ سعى الاجتماع الأول لفريق إعداد الخطة الاستراتيجية لتحديد الرؤية والأهداف برئاسة مدير جامعة القصيم الدكتور خالد الحمودي وبحضور الدكتور محمد العوض والدكتور عبدالرحمن العبدالعالي والدكتور محمد الحيزان والدكتور أحمد تركستاني وغيرهم من رؤساء اللجان. وأكد أن المشاركين ركزوا على أهمية صناع القرار في الغرب والعناصر المؤثرة في قيادة الرأي العام من إعلاميين ومفكرين وأصحاب رؤى محايدة، ودعوة عدد من هؤلاء المفكرين إلى السعودية، وأقروا أن الإساءات للرسول صلى الله عليه وسلم لم ولن تنتهي، وقالوا: «علينا أن نكون جاهزين لمواجهتها بالوسائل المشروعة وبتغليب الحكمة وبعد النظر مع سرعة التحرك للقيام بواجب نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه». وطالبوا الدعاة بعدم الانجرار وراء الإساءات وترشيد ردود الأفعال وتوجيهها الوجهة الصحيحة، معتبرين أن الرد على الشبهات التي تثار من واجبات المركز العالمي ولكن عليه أن يسير وفق الخطط الموضوعة والأهداف المرصودة. وأشار إلى أن الاجتماع سعى لمعرفة طبيعة العمل الذي يراد القيام بها، وتحديد أهم النقاط التي تتعلق برسالة المركز، وأثير تساؤل، حول رسالة المركز هل تكون موجهة لغير المسلمين فقط أم تشمل المسلمين أيضاً، وهل يشمل البرنامج وسائل الإعلام العربية أم لا، فأفاد أن هناك توافقاً على أن تكون رسالة المركز لغير المسلمين ولغير الناطقين بالعربية ويكون التركيز على الأصول الغربية أكثر من غيرها، مع عدم المنع من توجيه رسائل للمسلمين أو العرب بشكل محدود جداً. وحول أبرز الأفكار والاتهامات الخاطئة حول الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الشدي: «لابد أن نفرق بين التساؤلات المثارة والحملات المغرضة، فهناك أسئلة مثارة نتيجة نقص المعلومات او تشويهها في أذهان غير المسلمين، ومن واجبنا أن نصل إليهم ونجيب على أسئلتهم، أما الحملات المغرضة، فدوافعها مختلفة لكن نتفق أن أصحابها قلة وأصواتهم مرتفعة»، وأوضح أنه من خلال رصدهم لهذه الحملات، وجدوا هناك ربطاً بين الرسول صلى الله عليه وسلم ومواضيع الإرهاب والعنف أو بعض الجوانب الأخرى كتعدد الزوجات أو زواجه من عائشة وهي ابنة التسع سنوات وغير ذلك، مفيداً أنهم يقدمون المعلومات الصحيحة التي تؤكد محبة الرسول للبشر ورحمته بهم عن طريق البرامج المعاصرة كالانترنت وغيره. وتطرق إلى الاستعانة بأئمة المساجد في الغرب للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما أطلقوا مشروع سفراء الرحمة للتعريف بالرسول والذي يهدف لتأهيل 500 داعية سنوياً، وأبان أن من تمّ تأهيلهم يصل إلى 850 داعية، عقدت لهم أكثر من 16 دورة في الدنمارك وفي فرانكفورت وفي فيينا، مؤكداً أن المواطنين المسلمين في الغرب هم المعرف الحقيقي بالنبي صلى الله عليه وسلم، لأنهم الأقدر على إيصال الرسالة وتواصلهم مستمر مع غير المسلمين. ونوه إلى وجود مشاريع متعددة في الجانب الإعلامي مثل المقاطع الصامتة (فيديو كليب)، بلغات متعددة بعضها ترجم الى 4 لغات، إضافة إلى مشروع تيسير السيرة النبوية للناشئة في الغرب موجهة للأطفال باعتبارها الشريحة التي ستمثل المستقبل، ومشاريع في الانترنت، إذ يوجد لدينا 3 مواقع متخصصة للتعريف بنبي الرحمة، مشيداً بفكرة المعارض المتنقلة للتعريف بالنبي، إذ تعد من المشاريع المهمة بالنسبة إليهم.