رغم أن العم سعيد بن محيميد الغامدي بلغ التسعين من العمر، إلا أنه يصر على قيادة السيارة في قريته التي تبعد عن مدينة الباحة أكثر من 70 كم. يقول العم سعيد، الذي لا يعرف المستحيل على حد قوله، إنه يقود السيارة منذ قرابة 50 عاما وقد تجول في عدد من مناطق المملكة بسيارته، وإنه يجد الراحة والطمأنينة في قيادته للسيارة حيث يعيش في قرية بعيدة عن الضجيج والازدحام وحيث أن كبار السن قد لا يستطيعون قيادة السيارة داخل المدن. وعن حال قيادة السيارة في الماضي فيقول: زمان كانت الطرق غير معبدة وكنا نستغرق وقتا طويلا للوصول إلى مدينة الطائف فما بالك بمدينة الرياض أو المنطقة الغربية فكانت الطرق التي نسلكها غير مهيأة ولكن الظروف تحتم علينا المضي قدما عبر هذه الطرق بعكس ما نراه الآن من طرق مشيدة ومعبدة ولكن في نفس الوقت لا توجد حوادث أو مصادمات أولا لقلة السيارات ثانيا لا نقود السيارة إلا للضرورة والحاجة والتأني في القيادة. وأضاف أن السيارات كانت من الأنواع القديمة والتي تمشي ببطء شديد .وعن الحاضر يقول: تغيرت الصناعات وتطورت وأصبح هناك موديلات وأنواع من السيارات الفارهة ولكن أصبح الكثير من الشباب يستغل القيادة في أمور لا تسر الخاطر فكثرت الحوادث وكثر الوفيات بسبب السرعة الزائدة والتفحيط والتنقل بين المدن لغير حاجة. وعن حال كبار السن في القرية يشير العم سعيد إلى أنها تشكل هاجسا كبيرًا بالنسبة إليهم، خصوصًا في الشوارع المزدحمة،حيث إن قيادتهم بطيئة وهم من يتسبب في الازدحام إضافة إلى أن الكثيرين منهم يجهلون الأنظمة. و قليل من يقود السيارة منهم فالبعض منهم تركها لعدم الجدوى ومع وجود الأبناء والخوف من الطرق السريعة ومن طيش الشباب مما يسبب بعض الإشكاليات لهؤلاء الذين قد تضر قيادتهم للمركبات في هذا الزحام الكبير ومع حركة المرور بصورة عامة. والبعض القليل مازال يستخدمها لشراء أغراض منزلية أو توصيل الأبناء للمدرسة. وقال: نختلف عن جيل الحاضر فنتميز بالالتزام بالأنظمة والإرشادات المرورية خاصة من ناحية السرعة مما يقلل الحوادث المرورية المتوقع حدوثها، والحمد لله حصلت على رخصة قيادة ويرى عدد من كبار السن أن قيادتهم للضرورة، حيث أنهم يبحثون عن الراحة في حال توفرها والابتعاد عن قيادة السيارات خاصة في أوقات الزحام. ويضيف إن قيادته تكون بحسب الحاجة، حيث إنه يضطر في بعض الأحيان لقضاء مشاوير أسرته وبعض المشاوير الخاصة، مؤكدا أنه لن يقود السيارة كثيرا في حال عدم احتياجه إليها خاصة في ظل ازدحام الطرق لأنها تشهد ازدحاما كبيرا في السيارات، وكذلك ارتفاع الحوادث المرورية، ولكن ضرورة الحاجة تقودني لقيادة السيارة وسط هذا الازدحام، ولكن قيادتي بشكل هادئ تبعدني، بإذن الله، عن حدوث بعض الحوادث والمخاطر.