لا تخلو قيادة كبار السن للسيارات من الخطورة على أنفسهم خاصة أولئك الذين يعانون بعض الأمراض المزمنة كالضغط والسكري وغيرهما من الأمراض العارضة مع تقدم العمر، وعلى الرغم من أن البعض يؤكد أن قيادة هذه الفئة تتميز بالالتزام بالأنظمة والإرشادات المرورية خاصة من ناحية السرعة مما يقلل الحوادث المرورية المتوقع حدوثها، إلا أن هناك من ينصحون بتحديد سن قانونية لقيادة السيارة بالنسبة إلى كبار السن لأن بعض المدن الكبيرة كالرياضوجدة والشرقية أصبحت تشهد ازدحاما شديدا مما يسبب بعض الإشكاليات لهؤلاء الذين قد تضر قيادتهم للمركبات في هذا الزحام الكبير حركة المرور بصورة عامة. غير أن هناك كثيرا ممن يخالفون هذا الرأي، حيث إن المجتمع يؤكد أن قيادة كبير السن غالبا ما تكون للضرورة والحاجة؛ لأن بعض الأسر لا يعولها إلا أحد هذه الفئة، إضافة إلى أن قيادتهم قد تبعث الأمان في روح أفراد الأسرة أثناء القيادة لأنهم أكثر هدوءا والتزاما بالأنظمة والإرشادات الخاصة بالسير في الطرق. وتختلف الآراء وتتفق إلا أن الرأي الطبي يلعب دورا كبيرا في تحديد قدرتهم على القيادة من عدمها، وحين يؤهل الكشف الطبي كبار السن للقيادة فقد يكون ذلك الرأي الفصل الذي يلتزم به النظام المروري، وبموجبه يتم منحه الرخصة أو تجديدها، دون إمكان تحديد سن معينة للتوقف عن القيادة على نحو بعض المطالبات التي بدأت تظهر على استحياء. قيادة للضرورة يرى عدد من كبار السن أن قيادتهم للضرورة، خاصة في المدن الكبيرة، مشددين على أنهم يبحثون عن الراحة في حال توفرها والابتعاد عن قيادة السيارات خاصة في أوقات الزحام. يقول “أبو ريان” إن قيادته تكون بحسب الحاجة، حيث إنه يضطر في بعض الأحيان لقضاء مشاوير أسرته وبعض المشاوير الخاصة، كونه ليس لديه من يساعده على قضاء بعض حاجاته، مؤكدا أنه لن يقود السيارة كثيرا في حال عدم احتياجه إليها خاصة في ظل الازدحام الكبير الذي تشهده منطقته. ويؤيده “أبو خالد” بقوله: “أود لو أنني لا أقود السيارة لأن المنطقة تشهد ازدحاما كبيرا في السيارات، وكذلك ارتفاع الحوادث المرورية، ولكن ضرورة الحاجة تقودني لقيادة السيارة وسط هذا الازدحام، ولكن قيادتي بشكل هادئ تبعدني، بإذن الله، وأسرتي عن حدوث بعض الحوادث والمخاطر، وغالبا ما يكون كبار السن أمثالي كذلك”. ذروة وحوادث ويطالب بعض كبار السن بتوفر بعض الوسائل المعينة لهم مثل المواصلات الخاصة بهم، حيث يقول محمد الحربي، 55 عاما: “نتمنى توفر بعض الوسائل المعينة على تنقلنا في بعض المدن خاصة الكبيرة، نظرا إلى وجود تزاحم كبير يسبب لنا بعض الإرباك في قيادة السيارات، كما نأمل تطبيق الأنظمة على قائدي السيارات، خاصة في مرحلة الشباب الذين يتسببون ببعض الحوادث التي تودي بحياة كثير من الضحايا”. ويؤكد محمد المطيري، 50 عاما، أنه أصبح غير قادر على القيادة خاصة في أوقات الذروة في مدينة الرياض، لأن القيادة تحتاج إلى تركيز وانتباه كبيرين، وهذا ما يفقده كبير السن في مرحلة متقدمة من العمر، متمنيا وجود بعض الوسائل الخاصة المعينة على تنقلهم في المدينة. مضايقات وزحام ويؤكد عبدالله العنزي (27 عاما) أن قيادة كبار السن للسيارات تشكل هاجسا كبيرا بالنسبة إليهم، خصوصا في الشوارع المزدحمة، وقال: “في مدينة كالرياض يفترض أن يمنعوا من القيادة؛ لأن الشوارع مكتظة بالمركبات، وهم من يتسبب في الازدحام لقيادتهم بشكل بطيء، إضافة إلى أن الكثيرين منهم يجهلون الأنظمة”. ويعتبر سعيد اليامي (33 عاما) أن من هم فوق ال60 عاما يجب أن يعاد النظر في قيادتهم للسيارات، ويتفق معه عبدالإله العتيبي (19 عاما) ويضيف: “نجد مضايقات كثيرة منهم في الشوارع، وقبل أيام اصطدمت بحاجز خرساني في أحد الشوارع؛ لأن أحد (الشياب) أجبرني على ذلك بسبب دخوله المفاجئ علي”، وأكد أن منعهم من القيادة أمر حتمي.