في الوقت الذي انتظرت فيه الساحة المصرية ازدهارًا في الآدب والفنون بعد ثورة 25 يناير، التي أطاحت بحكم مبارك؛ جاء الواقع بخلاف ذلك تمامًا، حيث شهدت الساحة المصرية في مجال الفن العديد من الأزمات والصراعات، بدأت بمحاكمة الفنان عادل إمام بدعوى إساءاته للأديان، والتي انتهت إلى تبرئته بعد ماراثون قضائي، وما كادت الساحة تتجاوز هذه الأزمة، حتى اندلعت الأزمة مرة أخرى على إثر مهاجمة «شيوخ الفضائيات» للفنانين والفنانات المصريات بألفاظ خادشة، واتهامات وصلت حد القذف والاتهام بالفجور والزنى، ونالت الفنانة المصرية إلهام شاهين النصيب الأوفر من ذلك في قضية ما زالت مستمرة بتحوّلها إلى القضاء مؤخرًا، ولم يفلح اللقاء الذي عقده الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي مع الفنانين مؤخرًا في توطين الطمأنينية في نفوس الفنانين من واقع الهجوم الذي ما زال يتجدد كل يوم.. وزادت محنة الفن المصري مؤخرًا في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته ال(28) الذي أقيم بمسرح أوبرا الإسكندرية (مسرح سيد درويش)، حيث خرج الفن المصري صفر اليدين من هذا المهرجان، ولم يحصد فيلمها الوحيد «بعد الطوفان» الذي شاركت به في المسابقة الرسمية أي جائزة من الجوائز المطروحة، بل جوبه الفيلم بانتقادات واسعة من قبل النقاد، وجمهور المهرجان، حتى إن الكثيرين منهم ذهبوا إلى القول بأنه لم يكن يستحق حتى شرف المشاركة.. ولم يكن الخروج هو اللافت للنظر في هذا المهرجان، فقد شكّل غياب الفنانين المصريين في حفل ختام علامات استفهام كبيرة، حيث لم تحضر سوى الفنانة لبلبة، ويسرا اللوزي عضوتي لجنة التحكيم، بجانب أبطال فيلم «بعد الطوفان» وهم حنان مطاوع، ووالدتها سهير المرشدي، وأحمد عزمي، كما غابت عن الحفل أيضًا الفنانة السورية أصالة نصري، برغم أنها كانت من ضمن المكرمين في الحفل الختام. هذا الخروج للسينما المصرية أثار دهشة الكثيرين، نظرًا لما للسينما المصرية من مكانة عُرفت بها منذ زمن طويل، ولم تكن السينما المصرية تغيب مطلقًا عن منصة التتويج في المحافل العربية والعالمية، الأمر الذي يضع علامات تعجب واستفهام على مستقبل السينما المصرية بعد «الربيع العربي».