في يوم (الوطن)؛ أو في اليوم الوطني، تبرز كلمة (الوَطَنِيّة)؛ فهَل هي تلك (اللوحات) التي تغرق بها الطرق والميادين تحتضن عبارات مكرورة جاهزة ومعلبة صَنعتها ألسِنَة وأيدي العاملين في محلات الدعاية والإعلان؟! هل (الوطنية) قصيدة نظمها شَاعِرٌ ما، وهو يمتطي يَخْتَه الفاخر، أو يسكن منتجعه السياحي في بلاد الوَاق وَاق؛ فخرجت أبياتها جَوْفاء لا روح فيه؛ لأنها لم ترتبط ب(تضاريس الوطن، وأفراحه أو همومه)؟! هل (الوطنية) أغنية راقصة يتمايل على وَقْع نغماتها مراهق طَرْبَان، يبحث عن هَزّ جَسَده تحت أيِّ ذريعة، ثُمّ بعدها يتحول لِمُمَارسَة العَبَثِ بأيِّ وسيلة؟! هل (الوطنية) دَرسٌ إنشَائي في منهج لا نجاح فيه ولا رسوب، أم هي ذاكرة تاريخ تَكتفي فقط باجترار الماضي، وتكرار صفحاته وتَفَاصيلِ تَفَاصِيْله في كل عام؟! أعتقد أن تلك الصور من الفعاليات والاحتفاليات إنما تَخْتَزِلُ (الوطنية) والانتماء ل»الوطن» في (القُشُور، والشَّكلِيات والهَامِش)!! (الوطنية) في جوهرها غَريزةٌ وانتماء روحي رَبّانِي، وعطاء متبادل بين الإنسان أو (المُواطن) وبين المكان أو (الوَطَن)!! ولكن هناك جَداول وينابيع تَسْقِي تلك الغَريزة الفِطرِيّة، وتُقَوِّي من جذورها بين الطرفين. فهناك واجبات على (المواطن) تجاه وطنه أو المَكان الذي يحتضنه، ومن ذلك أن يَحميه ويُدافِع عن أمنه واستقراره ووحدته، وأن يسعى مخلصًا في بناء أركانه، وفي المحافظة على مُكتسَبَاتِه. وفي المقابل وقبل ذلك رِسَالَة (الوَطَن) أن يُقَدّم لأبنائه حقوقهم مِن عَيْشٍ كَريم يضمن لهم (السَكن، والتعليم، والصحة، وسِعَة الرزق). فهنا إذا قام كُلّ طَرفٍ بواجبه تجاه الآخر تحققت (الوَطَنِيّة) الصَادقة التي تتجاوز لغة اللسان، لِتُصْبِح نَبْضًَا في القلوب يَصْنع الأفعال. فهل نستغل مناسبة (اليوم الوطني) في دراسة واقعنا، ورسم الطريق لمستقبلنا؟! وكل عامٍ وأنت بخير يا وطني. [email protected] [email protected]