يقولون : جَاء العِيْد، حَلّت بشائره؛ ولكنّ واقعنا يتساءل أين العِيد؟! فإيقاع عصرنا وأدواته ذبَحَت العِيْد من الوريد إلى الوريد! فقد اختزلته في َفرْحة وتهنئة منسوخة مكرورة تَتَناقلها رسائل الجوال والواتسب! وتحتضنها بِطاقَات وبريد إلكتروني في عَالَم افتراضي مزوّر لا روح فيه ولا مشاعر! عَالَم يسكنه الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي؛ عَالَمٌ غريب وصحراء خاوية من حرارة الأصوات ودِفْء اللقاءات! صدقوني أعزائي لست أتقمص دور المُنَظِّر أو الفيلسوف ولا ألبس ثياب الحِداد لكني كنت ومازلت أرى العِيْد في جوهره ليس شَكْلاً؛ بل هو في حقيقته نَسَمَات عَذيّة من الفَرَح الصادق، تغْمُرُ الأرواح الطاهرة النقية! حيث تنزع منها الحقد والحسد والبغضاء؛ لِتُصْبح طاهرة شَفّافة بيضاء! أرواح طاهرة تَسعى في زرع البهجة والابتسامة في نفوس الآخَرين! العِيْد بهجته في برّ الوالدين، وأصدقائهما في غَابر الأيام! العِيْد فرحته في زياراتٍ فِعْلية حَمِيْمِيّة تَصِل كلّ الأصدقاء والأرحام ! العِيْد ما هو إلا مبادرات اجتماعية تسكب السعادة رَقْرَاقَة في أرواح مكسورة حَكَمَتْ عليها أمواج الزّمَن وتضاريس الحياة القاسية أن تَغِيبَ عن العِيْد! فالعِيْد أن نتذكر (الأيتام) بزيارة وهدايا تصنع لهم السعادة فتكبر لديهم الأحلام! والعِيْد أن نزور في المستشفيات مرضى لا نعرفهم، وبِبَاقة وردٍ وابتسامات صافية نزرع فيهم أَمَل الشِّفَاء؛ فَكم من مريضٍ نَسِيَه الأهل والأصدقاء! العِيْد أن نشعر بالفقراء والبسطاء لِنَرسِم في قلوبهم زهور الفَرح، ونُقَدّمَ لهم العطاء في زمن قَلّ فيه الوفَاء! العيد أن ندرك أهمية (عَامِل النظافة) المسكين؛ (كما أرسَلَت أختي عِطْر القَوافِي)؛ فنشكره بحَلوى وكَرْتٍ شَحن للجَوّال؛ لِيُكَلّم أهله، ومِن فرحته يَصْدَحُ بالمَوّال! العيد موسم لصناعة (السعادة) في النفوس فهل نفعلها؟! وهل نتذكر إخواننا المطحونين في سوريا! أخيراً (العِيْد) اليوم أو غداً؛ فكلّ عامٍ وأنتم العِيْد الذي يَروي بالبهجة قلوباً عَطْشَى للعِيْد، كُلّ عام وبِنْت النّور هي العِيْد. تويتر : @aaljamili [email protected] [email protected]