(إِجَازَة) كلمة مكونة من بِضْعَة حروف، غالباً ما يبتهج بها إنسانٍ أرهقه العمل المضني المنتج أيام وأشهر طويلة. لكن أن يبتهج ب(الإجازة) مجتمع بعض شرائحه إما عاطل أو يدور في فَلَك منظومة عَمَل تتصِف بِسَمَات البطالة المقنعة. وأن يرقص لتلك (الإجازة) ويتَبَادل البُشْرى بها معلمون وطلاب لم يمض على بداية عامهم الدراسِي إلا أسبوعان؛ فهذا ما يثير العجب والدهْشَة!! فلعل من أسباب تلك (الفَرْحَة) أنّ بيئة التعليم بأدواتها ومناهجها غير جاذبة أو غير صحيّة؛ وبالتالي ينفر الطلاب والمعلمون منها. وكذلك قطاع العمل الوظيفي تُحِيط بِمَنَاخِه أجواء ملبدة بغيوم وعواصف رعدية طَارِدَة؛ فهناك التجميد الوظيفي وعدم الترقيات لِسَنَوات، وهناك نُدرة التّحفيز والتدريب؛ وبالتالي فَبهجة الموَظف هي بالهروب ولو بإِجَازَة يومٍ واحِد! أيضاً لا يمكن إغفال دور ثقافة المجتمع وتعاطيها السلبي مع (العَمَل)، وأنه مجرد واجب روتيني يُكرَه الإنسان على ممارسته وأدائه بأيِّ صورة كانت. أجزم أن الموضوع كبير وخطير يحتاج إلى دراسة لمعرفة الأسباب، ثم وضع وسائل للعلاج؛ فالأوطان والحضارات تبنى بالعمل الجاد المتواصل، واسألوا (الصَّيْنِي واليَابِاني)!! وأخيراً لفت نظري ضمن طوفان التعليقات على فرحة (الإجازة) في مواقع التواصل الاجتماعي، قول إحداهُنّ: (أنا عاطلة) منذ سنوات، أتمنى في هذه اللحظات لو كُنْتَ (عَامِلَة) لأفْرحَ ب(الإجَازة). [email protected]