وتتواصل أيّامك يا أغلى وطن وتدوم بهجتنا، حيث تظلّنا الذكرى العزيزة الغالية.. يوم مولد هذا الكيان الكبير، مملكة الإنسانية مملكة الخير والعطاء.. يوم ظهر إلى النور كياناً شامخاً أصله ثابت وفرعه في السماء قبل 82 عاماً. وطن عزيز عزّ بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسما بتطبيق شرع الله عز وجل، نحتفل بيومه كل عام احتفالاتً ليس ككل الاحتفالات، فنحن حين نحتفي بالوطن نحتفي بوطن ليس كالأوطان، فيه مهبط الوحي وموئل الرسالة المحمدية الخالدة، وطن يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين، وبالاعتناء بملايين الحجاج والمعتمرين سنوياً، وطن بمساحة قارة تظلله راية التوحيد، يمد يد المساعدة لكل محتاج، ويهب لنجدة الإخوة والأصدقاء في كل أنحاء المعمورة. إنه وطن ساد الأوطان، وأضحى مضرب المثل في الأمن والأمان، وخدمة ضيوف الرحمن، والجمع بين الأصالة والمعاصرة. فبعد التشتت والنزاع والمرض والخوف، والفرقة والجهل والشح، قيض الله لهذا الوطن قائداً فذّاً فتح الله عليه، فاجتمعت فيه الشروط الموضوعية والمعرفية والشخصية والقيادية، فكان هو التجسيد الأروع لنبض الحياة فيها، هكذا كان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى. اختزل الحلم وترجمه إلى واقع ينبض بالحياة الكريمة، استشرف المستقبل فصاغ لأجله الحاضر، قائد عظيم وبطل نادر، استوعب ذاكرة هذه الأرض المباركة، وتشرب بتراثها الطاهر، وامتلأ بتاريخها وتطلعاتها، وسكنت نفسه بأخلاقها، فمنحها سنوات عمره كلها كفاحاً لا يكل، وعزيمة لا تمل، وصموداً لا يلين، حتى أهداها أروع ما استخلصه لها من كل تلك الملاحم، إنها وحدتها الشامخة محاطة بكل أسباب الأمن والاستقرار والثبات والاستمرار. إن اليوم الوطني رمز لجهود عظيمة في كفاح طويل لتأسيس بلاد التوحيد، وإرساء دعائم الدولة بكل مفرداتها الحضارية؛ من أمن وصحة وعلم ونقل، وطرق وزراعة ومياه... وغيرها كثير، وإلى حاضرنا الزاهر. ومن بعد الملك المؤسس -رحمه الله- جاء أبناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله جميعاً- ثم بزغ عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الصلاح والإصلاح في سياق متصل، مثّل نقطة انطلاقة جديدة للمضي في مسيرة التنمية، انطلاقاً من تلك الركائز التي أرساها الملك عبدالعزيز وما بدأه عليها من إنجازات، وانطلاقاً من إطار فكري شامل نابع من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف؛ ومبادئه الصالحة لكل زمان ومكان، وقريباً من خصائص المجتمع السعودي. إن الاحتفال باليوم الوطني المجيد ما هو إلا تقدير وولاء وعرفان لباني هذه البلاد العزيزة ومؤسسها المغفور له عبدالعزيز، ثم إلى راعي التنمية الأول في وطننا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وإلى ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كما هو دعم لمعاني الانتماء للوطن الغالي، وتقدير لكل المواطنين الذين أسهموا بعلمهم وفكرهم وعملهم في مسيرة التنمية المباركة وبناء المكان لنماء الإنسان. * رسالة: نؤكد العزم على الحرص والمثابرة على متابعة طريق التنمية في مملكة الإنسانية، مملكة الخير والعطاء المملكة العربية السعودية، وتلك مسؤولية الجميع، وكل عام ووطني الحبيب بخير وفي عز وشموخ، ودمت يا أغلى وطن. [email protected]