نعم إنه غير، شاء من شاء وأبى من أبى، فهو فوق الجميع، وله خصوصيته، الجميع يتجهون إليه صباح مساء، الكرة الأرضية تدور حول محوره، اختصه الله عز وجل باحتضان الحرمين الشريفين ورعايتهما، ونال شرف عظيمًا وأي شرف برعاية مهبط الوحي ومنزل الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، إنه وطن القداسات ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم يؤمه المسلمون خمس مرات يوميًا ويعتمرون ويحجون إليه، إنه وطني وطن كل مسلم حرٍّ أبىٍّ وفخر كل إنسان على وجه الأرض إنه مملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية حيث قيّض الله عز وجل وقبل أكثر من 111 عامًا قائدًا فذًّا تجتمع فيه الشروط الموضوعية والمعرفية والشخصية والسلوكية، فكان هو التجسيد الأروع لنبض الحياة في جزيرة شتتها الضياع والمرض والخوف والفرقة والجهل، فاختزل هذا القائد الفذ الحلم وترجمه إلى واقع وقيّض الله على يديه بعث الحياة من جديد في هذه الأرض على يديه، فاستشرف المستقبل وصاغ لأجله الحاضر، إنه الملك المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى وتأسست على يديه المملكة العربية السعودية. إنه رجل عظيم وقائد من طراز نادر استوعب ذاكرة هذه الأرض، وتشرَّب تراثها، وامتلأ بهواجسها وتاريخها المجيد وبتطلعاتها المستقبلية المشروعة، فمنحها سنوات عمره كلها كفاحًا لا ينثني وصمودًا لا يلين وعزيمة لا تكل، ثم قدّم أروع ما استخلصه لها من كل ذلك، وحدتها الشامخة محاطة بكل أسباب الأمن والاستقرار والاستمرار. فأضحت درة الممالك وتاج البلاد إنها ولا فخر المملكة العربية السعودية بكل الشموخ والعز والكرامة، إنها الملجأ لكل مسلم والأمل لكل إنسان بعد أن أرسى المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمة الله عليه- ركائز التنمية الأولى فيها بدءًا باليوم المجيد لفتح الرياض عام 1319ه وما تلاه من جهود عظيمة لأبنائه البررة الملوك في كفاح طويل لإرسال دعائم الدولة بكل مفرداتها الحضارية والرائعة من أمن وعلمٍ وصحة ومواصلات ونقل واتصالات وزراعة وتجارة وصناعة وغيرها كثير حتى أضحت اليوم مفخرة لكل سعودي بل لكل عربي مسلم بل ولكل إنسان حتى استحقت عن جدارة لقب مملكة الإنسانية. مسيرة حضارية تنموية يعيش فيها المواطن السعودي وكل زائر أو حاج أو معتمر يعيش فيها بأمن وأمان في دولة عصرية حديثة قائمة على الركائز التي وضعها الملك عبدالعزيز وما أقامه أبناؤه عليها من إنجازات، انطلاقًا من إطار فلسفي شامل نابع من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السامية ورسالته الخالدة ومن خصائص المجتمع السعودي القائم على التوادد والتراحم وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وحماية الجار وتقديم يد المساعدة لكل من يحتاجها. إنها تنمية باهرة وصلت لعهد الخير والإصلاح عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي استحق بكل اقتدار ألقابًا عدة منها ملك القلوب وملك الإنسانية وملك الإصلاح ونصير المرأة فمنذ اليوم الأول لتوليه مقاليد هذه البلاد المباركة في جمادى الآخرة 1426ه، وضع حفظه الله هموم شعبه وأمته العربية والإسلامية نصب عينيه وتمثل ذلك في العديد من القرارات والإنجازات والأوامر الملكية التي تصب في مصلحة وطنه وأبناء شعبه من منطلق حرصه أيده الله على توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين الذين أحاطوه بكل مشاعر الحب والولاء في كل أرجاء البلاد وبين كل أطياف المجتمع. حرص حفظه الله على دعم السلام والرخاء العالمي وإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لدعم الحوار بين أفراد المجتمع وفئاته ورعى مبادرات عدة للسلام والسلم العالمي وواصل اهتمامه بخدمة الحرمين الشريفين ورعاية المشاعر المقدسة واهتم بالمدن الاقتصادية والتقنية وناصر حقوق المرأة السعودية واهتم بالتعليم أيما اهتمام وكذلك أنشأ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وزاد الرواتب والمخصصات وقدَّم أكبر الموازنات للدولة والكثير والكثير وما ذكرناه غيض من فيض. إنها قصة حب لوطن كبير لا يخطئ الحدس ولا تقصر العقول عن إدراك عظمته وروعته وحرص قادته على نهضته والخير العميم لمواطنيه، فلهم منا كمواطنين كل الحب والتقدير والانتماء والولاء، ولنقف صفًا واحدًا أمام كل الحاسدين والحاقدين والموتورين، ولنعزز معاني الولاء والانتماء للوطن بين أبنائنا وبناتنا، ولك يا وطن الأمن والأمان أهازيج الولاء وعمق الانتماء ومعاني الفداء ودمت فخرًا لنا ولنزهو بوطننا مملكة الإنسانية ونرفعها فوق هام السحب. [email protected]