محمد البيضاني - الباحة قال عبدالله الرباعي أقدم العاملين في مجال الخياطة صاحب الستين عامًا من الخبرة أن مهنة الخياطة والتفصيل تعد من أكثر المهن التي تعني النساء، رغم أنها مهنة رجالية بالدرجة الأولى. حيث يحترف عملها الرجال ويتفننون في تصميماتها واختيار أفضل التشكيلات، وأضاف الرباعي أنه يزاول مهنته بأحد المحلات التي جهزتها أمانة الباحة بوسط السوق، وأن مهنة الخياطة لازمتني طوال حياتي، برغم تأثيرها على نظري وصحتي من حيث وضعية الجلوس التي تستغرق ساعات طويلة. 5 أيام إن خياطة الثوب الواحد يستغرق مني نحو خمسة أيام، لعجزي عن المواصلة بحكم السن وضعف النظر. ولكن في الماضي، أيام الشباب، كنت لا أحتاج لإنجاز الثوب الواحد أكثر من يوم واحد فقط ويشير الرباعي إلى أن لديه زبائن كامل الاستعداد لانتظاره حتى ينتهي من عمله مهما طال الوقت، بل يصرون على أن يخيط ثياب نسائهن وفتياتهن. ثم يشير إلى أن موسم الصيف الذي يشهد معظم المناسبات والأفراح يعد الأكثر ازدحامًا وإقبالا مع أن النساء يحجزن ملابسهن مبكرًا قبل الموسم وعن الخيوط التي يستخدمها في صناعة الثياب العسيرية وأسعار هذه الثياب يوضح الرباعي أن خيوط العمل بعضها من صنع سويسرا والبعض الآخر صناعة فرنسية وهندية. ويستطرد قائلا إن أسعارها تعتمد على نوعية الخيوط ومستوى التطريز المطلوب وتتراوح في الغالب بين ألف وألفي ريال سعودي. ولأجل حماية المهنة والمحافظة على تراثها الأصيل، يدعو الرباعي بنك التسليف والجهات الحكومية إلى إيجاد قروض لمساعدة أصحاب هذه المهن التي يقول إنها توشك على الانقراض نتيجة صعوبة العمل فيها كما اننا نحتاج إلى دعم من الجهات الحكومية للحؤول دون انقراض هذه المهنة وتراثها، ولا بد من تدريب الشباب والفتيات على إتقانها والسير قدمًا فيها، قبل أن يسيطر عليها الأجانب.. أو تذهب كما ذهب غيرها من فنون تاريخ مناطقنا العريق». دقة التصاميم ويقول الرباعي هناك الكثير عادوا إلى هذه الملابس في ظل دقة تصميمها بالإضافة إلى جمالها وصناعة خيوطها الجميلة، بعيدا عن الماركات المستوردة التي تشعرك بأنها لا تصلح مقارنة بهذه الملابس ولكن بالرغم من الحضور الكبير المتجدد للملابس التقليدية القديمة فإن الموضات الحديثة ستحافظ على حضورها القوي، وكثيرات ممن تعجبهن الملابس القديمة ويطيب لهن ارتداؤها في بعض المناسبات.. سيواصلن ارتداء هذه الموضات العصرية الحديثة وهناك إقبال كبير من السيدات، وبشكل لافت على شراء الملابس التقليدية ذات الطراز الأثري، ولهذه الثياب اسماء مختلفة فتسمى «الثوب العسيري»، أو «الثوب المكلف» أو «الثوب المحبوك»، وتعتبر من أبرز ما يميز أزياء سكان الجنوب، وبالأخص منطقة الباحة، إذ تحظى بحضور لافت.