يعتبر اللباس من أهم الموروثات الشعبية التي ميزت السكان في جنوب المملكة قديماً، وقد اختلفت وتعددت هذه الملابس من مكان لآخر وذلك تبعاً لتنوع تضاريس المنطقة من جبال شاهقة في السروات الباردة إلى سهول تهامة الحارة بشكل عام، كما أن البيئة الاجتماعية والعادات لها دور هام في طبيعة هذه الأزياء، ولكن الكثير منها لم يعد يلبس، وأصبح مجرد فولكلورا يحتفظ به الأبناء كنوع من التراث، حيث حل محلها اللباس الوطني المعروف لدى الرجال، أما النساء فيلبسن موضات السوق أو يفصلن كما يرغبن. يقول عبدالله الزهراني انه لا زال هناك من يحافظ على تلك الملابس التقليدية لا سيما في المناطق النائية من السراة وتهامة. ويقول حسن عسيري أن الزي الرجالي والنسائي القديم في المنطقة الجنوبية يعتبر من الإرث الذي يحرص بعض كبار السن على الحفاظ عليه واقتنائه وتوفيره لأبنائهم وتعليمهم طريقة ارتدائه، ومن أبرز ملامح الزي الرجالي قديما المصنف والكوت والحقاب وعادة ما يتم ارتداء أحد أنواع السلاح الأبيض من الخناجر كالجوفية. ويؤكد ساعد الحسني أن المنطقة الجنوبية تزخر بألبسة شعبية تستعمل في شتى مناحي الحياة، ومازال الكثير من أهالي المنطقة وخاصة كبار السن محافظاً على هذا اللباس التراثي الذي يعبر عن أصالة الماضي، ومن هذه الملبوسات: «المصنف»، وهو لباس مخطط يلبس إزاراً، وعادة ما يكون مزيناً بخيوط مزركشة من أطرافه ومخططا بلون أخضر من جانبيه، ويلبس عادة في المناسبات. وينتشر في منطقة الباحة والنماص وعسير.. و»اللحاف»، وهو لباس طويل مخطط لونه احمر اكبر من المصنف، يلبسه كبار السن فوق أعناقهم وأكتافهم وقد يستعمل لحافاً أثناء النوم، ويهدى في مناسبات الزواج والأفراح والمناسبات الشعبية. أما «الوزرة» وهي من صنف ما سبق، وغالبا ما تكون من قماش اسود مخطط ثقيل تلبسه النساء عادة، وكذا «الحطيم» ويلبسه الرجال. وهو الثوب المشجر، المصنوع من خيوط ذات أشكال جمالية تدل على التذوق والأناقة والأصالة ويطلق عليه بالثوب العسيري، وقريب منه ما يطلق عليه بثوب الدمس، ثقيل براق وقد يطرز عليه بخيوط ذات ألوان رائعة ويستعمل في مناطق أخرى مثل جازان ومناطق الجبال، وكذا نجران وهناك ثوب المناسبات: وهو عادة له أكمام طويلة ورباط بمثابة حزام من ساتر للجسم ابيض عادة ومعه عصابة تشد بها الرأس كالشماغ أو الغترة وكلها من القماش، وقد يؤخذ مع شال ملون اخضر أو بني أو احمر ونحوها. ويقول أحد المهتمين بالتراث: لا شك أن المحافظة على هذه الأنواع من الملبوسات الشعبية عند كثير من الأسر والشباب تعد من الأمور التي تشجع على استمرار ارتداء الزي الشعبي وعدم اندثاره، فيقول احمد سعد الشهري أنه للحفاظ على هذا التراث الذي كاد يندثر ويضيع فإن بعض المواطنين في بعض المناطق الجنوبية أقاموا متاحف خاصة في منازلهم يجمعون فيها هذه القطع من الزي القديم لحفظها من الضياع وتعليم أبنائهم بتراث وإرث الآباء والأجداد. والبعض أنشأ أماكن للمتاحف وزينها باللباس القديم.