كشفت مصادر صحافية تركية أن ثمة اتصالات أمريكية- تركية مكثفة بهدف إقناع أنقرة بتولي مسؤولية إدارة عملية عسكرية ضد النظام السوري، ونسبت صحيفة (ميللي جازته) التركية أمس الى مصادر دبلوماسية مقربة من إسرائيل قولها «إن هناك خطة أمريكية معدة للقيام بالاستعدادات الأولية والمباحثات الدبلوماسية المكثفة مع الدول المجاورة لسوريا خاصة تركيا لتنفيذ عملية عسكرية ضد النظام السوري خلال الشهر المقبل ،مشيرة الى أن تركيا اصبحت مؤخرا محطة لاستضافة كبار مسؤولي إدارة واشنطن».وقالت الصحيفة ان زيارات كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية إلى تركيا ازدادت خلال الأيام الماضية في مقدمتها زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مؤخرًا، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ديفيد بتريوس إلى اسطنبول والآن زيارة رئيس الأركان الأمريكية مارتين ديمبسي إلى أنقرة تلبية لدعوة نظيره الجنرال نجدت اوزال.مشيرة الى أن مساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز أجل زيارته التي كانت مقررة إلى أنقرة يوم الخميس الماضي على أثر مقتل السفير الأمريكي في بنغازي. وأشارت الصحيفة إلى أن «هذه الزيارات تأتي لمحاولة إقناع أنقرة لتولي إدارة العملية العسكرية ضد النظام السوري، مع العلم أن تركيا عانت من مشاعر خيبة أمل بعد أن ظلت معزولة، إثر عدم حصول وزير الخارجية (التركي) أحمد داود أوغلو على دعم خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي لتشكيل منطقة عازلة داخل سوريا وفرض الحظر الجوي».ونسبت الصحيفة التركية الى مصادر دبلوماسية أن «الهدف الآخر من كثافة زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى تركيا هو تقديم الدعم لحكومة أردوغان لإنقاذها من الموقف الحرج الذي وقعت به أمام الرأي العام التركي والعالمي بعد اخفاقها في الحصول على أي دعم بالشأن السوري ما أدى إلى انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم بنسبة 8 %». إلى ذلك، أعلن السفير الفرنسي في سوريا أريك شوفالييه أمس أن فرنسا تتعاطى مع كامل المعارضة السورية ومن ضمنها المعارضة المسلحة، موضحًا أن موضوع تسليم أسلحة إلى المعارضة يناقش ب «شكل جدي جدًا». وقال السفير شوفالييه في تصريح إلى إذاعة فرانس انتر «نعمل مع المعارضة لمساعدتها على تنظيم نفسها، ولدي تعلمات من رئيس الجمهورية للاتصال بمجمل مكونات المعارضة ومن ضمنها المجموعات المسلحة، ونحن أول دولة تقوم بذلك بهذا الشكل المنظم». وقال السفير شوفالييه «نحن ملتزمون بشكل فعال بدعم الثورة السورية لأن هذا الدعم يتناسب مع تطلعاتنا إلى الحرية التي تجد جذورها في القيم الفرنسية، إلا أننا في الوقت نفسه نبقى متيقظين، هذا الدعم لا يمكن أن يكون بلا حدود».