قال مصدر مطلع في الخارجية التركية إن حكومة بلاده تنوي خلال مؤتمر «أصدقاء سورية» المرتقب يوم 24 فبراير (شباط) في تونس طرح خطة جديدة لكسر الجمود في ما يتعلق بالأزمة السورية. ونقلت صحيفة «خبر تورك» التركية امس عن المسؤول التركي أن أفكار أنقرة تتضمن إنشاء «ممرات إنسانية» في سورية وتشديد الضغط الديبلوماسي على دمشق وتنظيم المعارضة، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول هذه النقاط. وذكرت صحيفة «الصباح» المقربة من الحكومة التركية أن أنقرة تقف ضد فتح «ممرات إنسانية مع سورية انطلاقاً من أراضيها»، وتعتبر انه من الأفضل إنشاء مثل هذه الممرات شرقي البحر المتوسط بمشاركة السفن والقواعد العسكرية البريطانية في قبرص. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو ابلغ نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون بالاقتراح التركي خلال لقائهما في واشنطن. ولم تعلق الخارجية التركية على هذا النبأ. وحضّّت تركيا ليلة أول من امس الأممالمتحدة على إقناع النظام السوري بالموافقة على إرسال «مساعدات إنسانية لإغاثة المدنيين من ضحايا القمع والمواجهات» في سورية. وجاءت دعوة أنقرة بعد عودة داود أوغلو من زيارة إلى الولاياتالمتحدة حيث بحث مع المسؤولين الأميركيين التطورات السورية. وشدد أوغلو عقب عودته إلى بلاده في تصريحات إلى الصحافيين على ضرورة تدخل الأممالمتحدة لا على الصعيد السياسي فحسب «بل أيضاً على الصعيد الإنساني» في سورية. وأكد أن تركيا ستصر على بقاء الملف السوري «على جدول أعمال الأممالمتحدة». وأشار مصدر ديبلوماسي تركي إلى أن أنقرة «امتنعت عن التحدث مباشرة» إلى دمشق بخصوص فتح ممر إنساني يجيز الوصول إلى الذين يعانون من نقص في الغذاء والدواء، وفضلت أن تقوم الأممالمتحدة بالاتصالات مع الجانب السوري. وقال ديبلوماسي تركي لفرانس برس إن «فتح ممر سيكون بهدف إنساني بحت ونرغب في أن يتم في سورية ويصل إلى أبعد ما يمكن». وأكد داود أوغلو في واشنطن انه تطرق وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون يوم الأحد إلى مبادرة تركية بالتعاون مع المنظمة الدولية تسمح بنقل المساعدات الإنسانية. كما كشف الوزير التركي أن أنقرة تعمل على خطة من شقين سياسي وإنساني، تقضي في شقها الثاني إقامة ممرات إنسانية عبر الهلال الأحمر والصليب الأحمر. وقال داود أوغلو في تصريحات إلى صحيفة «ميلليت» التركية إن «اقتراح ممرات إنسانية للصليب الأحمر والهلال الأحمر قد تكون قابلة للتحقيق، لأنها تتطلب حماية عسكرية أقل بكثير من المنطقة العازلة». وأوضح «نحن على امتداد تسعة أشهر من الحوار مع النظام السوري جرّبنا كل شيء، وفي النهاية دعمنا المبادرة العربية. لكن سورية انعزلت عن شعبها وعن العالم العربي. وهناك قناعة في العالم بأن النظام يعتمد على الدعم الروسي والصيني وإيران. والآن نعمل مع الجامعة العربية على خطين، الأول سياسي وهو البدء بمبادرة دولية جديدة تهدف إلى إيقاظ الضمير الدولي وتشكيل قاعدة ضغط واسعة على النظام، والخط الثاني هو العمل بالتعاون مع الأممالمتحدة على آلية لإرسال مساعدات إنسانية إلى المدن السورية، ولا سيما حمص وحماه».