طالب مجلس بيت العائلة المصرية الذى يضم المؤسسات الدينية والمسيحية فى مصر أنْ يتَّسم رد فعل المسلمين على الفيلم المسيء بالهدوء والعقلانية وأن يتم استخدام لغة التظاهر السلمي من أجل إيضاح حقائق الإسلام ومقدساته. وأكد بيان لبيت العائلة صدر أمس على أنَّ هذا العمل الشائن والمجرم ليس جديدًاً، وإنما هو قديم تحدث عنه القرآن الكريم فقال تعالي: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ) [الفرقان: 31]، ولهذا فعلى مؤسسات العالم الإسلامي الدعوة الى دراسة ظاهرة العداء والإساءة إلى الإسلام ورموزه ومقدساته؛ لتحديد مصادرها، والعوامل التي تغذيها وتحركها، واتخاذ السبل الصحيحة لوقفها ودحضها، ومقاومتها بالأساليب العلمية القويمة التي أوصى بها القرآن الكريم، وضرورة التواصل مع الجاليات والمراكز الإسلامية في الغرب؛ لإيصال هذه الحقائق الى البلاد التي تصدر منها هذه الإساءات. ودعا الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الازهر لشؤون الحوار وأمين مجلس بيت العائلة الجماهير الإسلامية إلى الحرص على ألا يتجاوز الغضب المشروع لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - حدود الآداب والشمائل الإسلامية؛ حتى لا تأخذ البريء بذنب المسيء، وحتى نحافظ على وحدتنا الوطنية؛ لكي نحقق – دون أنْ ندرى – مقاصد الأعداء من وراء هذه الإساءات الخبيثة. وأشار عزب إلى بيان المجمع المقدس في القاهرة، والذي يدين بشدة هذا العمل المسيء للإسلام ورسوله – صلى الله عليه وسلم – وكان البيان قد أشار الي أفلام مشابهة أساءت قبل ذلك إلى السيد المسيح، وكلها أعمال تهدف لبث الفرقة بين الشعوب وأهل الأديان، وتستهدف الآن أمن مصر بشكل خاص، وأن المجتمعين بالمجمع المقدس قد هالتهم هذه الإساءة البالغة للإسلام والمسلمين داخل مصر وخارجها، وشعروا ببالغ الاسى من جرح مشاعرهم، وقد قرر المجمع المقدس أنَّ ازدراء الأديان والاساءة لرموزها جريمة يتعيَّن على الجميع منعها ومواجهتها، وهي إساءةٌ تتعارض مع قيم المسيحية وتعاليم المسيح؛ ولهذا يتعين محاسبة كلِّ مَن تثبت مشاركته في إنتاج أو عرض أو ترويج هذه الأفلام لخروجها عن مبادئ المسيحية، والمجمع المقدس ومعه أقباط مصر المنتمون إلى الكنيسة القبطية المصرية قد عبروا عن استيائهم، والمجتمعون يرفضون الاساءة لوحدة الشعب المصري الذي سيتخطى هذه المحنة. و أشار عزب إلى أن المجلس يطالب باستصدار قرار وقانون من الأممالمتحدة بتجريم ازدراء الأديان ورموزها وأنبيائها وكتبها المقدسة، وضرورة التعامل مع مرتكبي هذه الجريمة ومع ما يسمى «بالإسلام فوبيا» مثل التعامل مع العداء للسامية سواء بسواء. ويطالب بيت العائلة كل الهيئات والمؤسسات الإسلامية والمسيحية في مصر وفي الشرق والعالم كله، ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ووزارة الخارجية بضرورة رفع هذا الطلب الى الأممالمتحدة، ومتابعة خطوات تنفيذه؛ حفظًا للسلام والأمن والروابط الأخوية والمحبة بين شعوب العالم. ويعتبر بيت العائلة المصرية، الهيئة الممثِّلة للمسلمين والمسيحيين في مصر، التي تجمع بين الأزهر والكنائس المصرية الكبيرة، وفي مقدمتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو يراقب بكل اهتمامٍ ما يدور من أحداثٍ في هذه الأيام، وخصوصًا ما فجَّره الحادث الإجرامي الذي وقع في الولاياتالمتحدةالأمريكية، الفيلم المسيء للإسلام وللرسول -صلى الله عليه وسلم - والذي أطلق شرارة غضب المسلمين وكل العقلاء في العالم كله، وأغضب الكنائس المصرية والمسيحيين المصريين مثل إخوانهم المسلمين، وفجَّر ردود فعل تتجاوز أحيانًا حدود العقل وضبط النفس، وإن كان لهم الحق في الغضب والرفض وإدانة الإهانة غير المقبولة على الإطلاق.