سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غليان في العواصم العربية والإسلامية.. وعاصفة من التنديدات بمقتل السفير الأميركي مصر تلاحق معدي الفيلم الحاقد قضائياً.. والكنيسة القبطية تحذر من فتنة.. والفاتيكان يدعو الى احترام مشاعر المسلمين
خيمت أمس مشاعر الغضب والتوتر على ملايين المسلمين في العالم، غداة بث فيلم حاقد أخرجه أميركي-اسرائيلي توارى عن الأنظار خوفاً على حياته، يسىء للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويصوّره بأبشع الصور. وبينما دعا الفاتيكان الى احترام مشاعر المؤمنين المسلمين والكف عن الإساءة لرموزهم الدينية، سارعت عواصم العالم الى التنديد بمقتل السفير الأميركي لدى ليبيا، كريس ستيفنز على أيدي شبان غاضبين أحرقوا القنصلية الأميركية في بنغازي الليلة قبل الماضية احتجاجاً على الفيلم الآثم. ودان الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة الهجوم "المشين". وأكد ان الولاياتالمتحدة كانت منذ استقلالها "بلداً يحترم جميع المعتقدات وترفض جميع المحاولات للاساءة الى المعتقد الديني للآخرين." وقال "إننا نعمل مع الحكومة الليبية لتوفير أمن دبلوماسيينا.. ومحاسبة القتلة الذين هاجموا رعايانا". وقررت الولاياتالمتحدة إرسال قوات من المارينز لحماية دبلوماسييها ومنشآتها في ليبيا، فيما قدمت طرابلس اعتذاراً رسمياً الى الولاياتالمتحدة، واتهمت أنصار معمر القذافي وتنظيم "القاعدة" بالوقوف وراء الهجوم الذي وصفته ب"الجبان والقذر". كما دانت الأممالمتحدة والإتحاد الأوروبي بأشد العبارات قتل السفير الأميركي. وخرجت أمس تظاهرات جديدة أمام السفارات الأميركية في القاهرة وتونس والدار البيضاء تطالب بتقديم معديه الذين ذُكر أن من بينهم أقباطاً مصريين مقيمين في الولاياتالمتحدة، الى العدالة. وأحرق متظاهرون في غزة العلم الأميركي وصوراً للقس الحاقد تيري جونز الذي دافع عن الفيلم.كما خرجت تظاهرات في كابول رغم حجب السلطات الأفغانية موقع "يوتيوب" لمنع مشاهدة لقطات من الفيلم الآثم. قرَّر النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود وضع القس الأميركي الحاقد تيري جونز وعدد من أقباط المهجر على قوائم ترقّب الوصول بالمطارات والمرافئ المصرية. وقال النائب العام المساعد والناطق الرسمي باسم النيابة العامة المستشار عادل السعيد في بيان أصدره أمس، إن قائمة الأسماء التي وضعت على قائمة ترقب الوصول اشتركوا في إنتاج فيلم سينمائي يسيئ للرسول محمد وازدراء الأديان السماوية. وأوضح السعيد إنه تلقى خمسة بلاغات من بعض محامين وأشخاص بشأن ما نشر على صفحات بموقعي التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(يوتيوب) لفيلم سينمائي تضمن مشاهد مسيئة للذات الإلهية وللدين الإسلامي وللرسول عليه الصلاة والسلام ولسلطات الدولة المصرية". وأضاف "أن بعض الأقباط المقيمين في الولاياتالمتحدة الأميركية اشتركوا مع مجموعة من الممثلين الأجانب في إنتاج هذا الفيلم، ونشره على (الفيسبوك)". وتابع السعيد "تم على الفور تكليف فريق من أعضاء نيابة أمن الدولة العُليا بسرعة التحقيق في تلك البلاغات، وما تنطوي عليه من مشاهد تشكل جرائم ازدراء للدين الإسلامي والترويج لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة وتحقير وازدراء الأديان السماوية والطوائف المنتمية إليها، والإضرار بالوحدة الوطنية وتكدير السلم العام". وتشمل قائمة الأسماء التي تقرر وضعها على قوائم الترقب بالإضافة إلى القس الأميركي تيري جونز، كلاً من إيهاب يعقوب، وجاك عطا الله، وناهد متولي، وليا باسيلي، وعادل رياض. وكان نشطاء إسلاميون تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من الفيلم الذي قيل إن مجموعة من الأقباط المقيمين بالولاياتالمتحدة ضالعون في إنتاجه، وأن دور السينما الأميركية تعرضه بالتزامن مع ذكرى أحداث 11 أيلول في نيويوركوواشنطن. وأدى ذلك إلى ردود أفعال غاضبة شهدتها القاهرة حيث تظاهر آلاف المصريين بمحيط السفارة الأميركية، وقام بعضهم بإنزال العلم الأميركي، ووجهوا شتائم للساسة الأميركيين. ودانت الكنيسة القبطة الأرثوذكسية المصرية، مساء أمس إنتاج الفيلم. وأكد المجمع، في بيان أصدره عقب اجتماع عقده أمس بيانا، "أن إنتاج الفيلم المسيء للإسلام ونبيه وعرضه في هذا التوقيت هو جزء من حملة خبيثة تستهدف الإساءة إلى الأديان، وبث الفرقة بين الشعوب وأهمها الشعب المصري". وأشار المجمع إلى أنه قد سبق إعداد هذا الفيلم إنتاج وعرض عدة أفلام غربية أساءت إلى السيد المسيح، وإلى الديانة المسيحية، ولهذا فإن المجمع المقدس وسائر الحضور وقد هالهم هذه الإساءة البالغة للإسلام والمسلمين داخل مصر وخارجها، وشعروا ببالغ الأسى على ما أضر وجرح مشاعرهم الدينية." ودعا المجمع (أعلى هيئة في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية) إلى محاسبة كل من يثبت مشاركته في إنتاج أو عرض أو الترويج لهذه الأفلام المسيئة، مشيراً إلى أن ازدراء الأديان والإساءة لرموزها "يتعارض مع القيم المسيحية وتعاليم السيد المسيح والتعاليم الرسولية كما وردت في الكتاب المقدس". وأعرب عن ثقته في أن الشعب المصري ووحدة مسلميه ومسيحييه سوف يتخطى هذه المحنة مع التعبير المشترك على كل المستويات عن رفض الجميع هذا الحدث المؤسف، لافتاً إلى ان المجتمعين علموا أن أقباط المهجر المنتمين للكنيسة قد عبروا عن استيائهم الشديد بعد هذا الفيلم المسيء.