اتفق المشاركون في ندوة «الإبداع النسوي وقناع الكتابة» قبل يومين ضمن برنامج سوق عكاظ الثقافي، أن الإبداع النسائي يجد نفسه في بيئة ثقافية توصف بأنها نظرة دونية، مؤكدين أن الأديبات يعمدن إلى تجاوز هذا التهميش بالأسماء المستعارة إضافة إلى أن هذا النوع من الأدب مشوش ويمنح الأديبة حرية التعبير والكشف عن الجانب الآخر الحقيقي من حياتها. وأشارت الدكتورة لمياء باعشن خلال الندوة النقدية التي أدراها معجب العدواني إلى أن الكتابة النسائية استمرت على ما يزيد أكثر من 3 قرون وأن هذا المصطلح جاء نتيجة لحراك اجتماعي سياسي جاء للمطالبة بحقوق المرأة. وذكرت أن الأدب النسوي ذلك المرتبط بقضايا المرأة سواء كتبه رجل أم امرأة، مبيّنة أن المبدعة تمسك بطرف الخيط المرتبط ببنات جنسها وقضاياهن وتزداد جرأتها للكشف عن معاناتها وهنا تكون الكتابة أداة تمرّد وقد تكون الكتابة تحريريًا وتحريًا، وبرّرت لجوء المثقفة للتخفي وراء الاسم المستعار سواء كان رجاليًا أو نسويًا دافعة تخفيف وطأة الرقابة الأسرية والاجتماعية، كما يتمثل القناع في ما يرفضه الرقيب الذاتي، وبينت أن القناع الذي يرفضه الرقيب الذاتي وهو إيهام القاري أن بطلتها شخصية مزيفة وليست حقيقية والقناع يعطي المرأة حرية ويكشف الجانب الآخر الحقيقي من الحياة. ثم تحدث الدكتور بوشوشة بن جمعة قائلا: «إن الأدب النسوي لا يزال يثير من الأسئلة ما يجعله جدلية وإشكالية في مستوى الخصوصية ومدى حضور هذا الأدب على الخارطة العربية». مشيرًا إلى أنه يمثل إشكالية لا تخلو من الالتباس والإرباك. وأبان أن الإبداع النسائي يجد نفسه في بيئة ثقافية غالبًا ما توصف بأنها نظرة دونية وهناك من الأديبات من يعمدن إلى تجاوز هذا التهميش. وتساءل كيف للكتابة الروائية النسائية أن تمارس في مجتمع ذكوري لا يتيح للمرأة الحرية التي يتيحها للرجل المبدع؟ وهنا يتكوّن القناع. وتحدث الدكتور حسن النعمي قائلا: «إذا كان هناك كاتبات غامرن بالحضور دون قناع إلا أن القناع كان الوسيلة لكتابة المرأة، وقال يجب أن نحدد مفهوم القناع وهو حائل بين ذات الكاتبة ومجتمعها وقد تنوّعت أقنعة الكتابة بسبب تنوع المرأة، كما تحدث الدكتور النعمي عن قناع الاسم المستعار وقناع الكتابة الذكورية. وقد تلا هذه الندوة إقامة أمسية شعرية شارك فيها كل من: الشاعرتين أميرة الرويقي من تونس وسميرة الخروصي من عمان، والشاعرين خالد الخنين وجاسم عساكر من السعودية.