سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الديمقراطيون والجمهوريون في أمريكا سياسة أمريكا معروفة تجاه إسرائيل، فإسرائيل خط أحمر مهما أتى رئيس ديمقراطي أو جمهوري، فالبركة باللوبي اليهودي الذي يتحكّم بمفاصل الاقتصاد الأمريكي
مؤتمران للحزبين الجمهوري والديمقراطي في الأسبوعين الماضيين، من أجل ترشيح كل حزب لمرشحه، وذلك للتحضير للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل. الأكثر إقناعا للشعب الأمريكي، وفق المسوحات لقياس الرأي، والتي تجريها مراكز الأبحاث والرصد بين الفينة والأخرى في أمريكا، تشير إلى أن الحزب الديمقراطي الذي يقوده الرئيس الحالي باراك أوباما هو الذي سوف يكون الأوفر حظاً في النهاية، فأوباما متحدِّث جيّد ولبق وارتجالي، ولديه من المنظمين المحترفين والباحثين الذين يقرأون الأحداث جيدًا، ويعرفون ماذا بالضبط يريد الشعب الأمريكي من رئيس قادم؟! فالرئيس أوباما خلال فترة حكمه للأربع السنوات الماضية ورث تركة ثقيلة من سلفه جورج بوش، الذي دمر اقتصاد أمريكا، ولكنه بحنكته وذكائه استطاع إعادة الثقة في الاقتصاد الأمريكي، ودعم النساء والأقليات، ودعم الشركات، وبخاصة جنرال موتورز، والتي كانت على وشك الإفلاس، كما أنه دعم التعليم العام والجامعي، ووفر التأمين الصحي لكل أمريكي، وتركيزه على الطبقة الوسطى التي تحافظ على توازن المجتمع من أي تطرف للغنى أو الفقر، والانسحاب من العراق، وقتل بن لادن، والانسحاب من أفغانستان عام 2014م، كما أنه أعطى حرية الزواج من الجنس المثلي، أي أن الرجل يتزوج بمن يحب من الرجال، والمرأة تتزوج بمن تحب من النساء؟! أما دعم الكيان المُدلَّل إسرائيل، فإنها غير غائبة عن بال المرشحين الاثنين للرئاسة، فأمن إسرائيل هي الضمانة الوحيدة للوصول إلى البيت الأبيض، وليس أمن أمريكا بمفهومه الشامل وليس الضيق؟! في حين أن مشكلة ميت رومني المرشح الجمهوري وحاكم ولاية ماستشيوست سابقاً أن تهجم عليه حاكم الولاية الديمقراطي الحالي في مؤتمر الحزب الديمقراطي وقام بتعريته، وأنه فاشل في حكم ولاية، فما بالك بحكم أمريكا. رومني وقع في أخطاء كثيرة منها، من وجهة نظر المحللين، أنه لا يظهر مناصرة للنساء، يريد خفض الضرائب على الأغنياء ورفعها على الفقراء، وأنه يعارض الزواج المثلي، أما إسرائيل فإنها مُقدّسة عنده، وتأتي قبل أولويات الشعب الأمريكي واقتصاد أمريكا. ميت رومني، من وجهة نظري، ومن خلال متابعتي لمؤتمر الحزبين الجمهوري والديمقراطي لن يفوز، ليس لأنه غير متحدث جيد فحسب، وليس لديه أسلوب يقنع الناخب الأمريكي، بل إضافةً إلى ذلك أن المنظمين لحملته الانتخابية لا يعرفون كيف يتعاملون مع الأحداث، فالمضحك أنهم أتوا بالممثل الشهير كلينت إيستوود في المؤتمر الذي وضع كرسيًا خاليًا بجانبه وأخذ يحاور الكرسي على أنه أوباما، وأخذ يجيب عنه فضحك عليه الناس وكانت نقطة تحسب على رومني وليست له. الأمر الآخر أن المشكلة التي سوف يعاني منها رومني تكمن في كونه من حزب جمهوري ورث منه الشعب الأمريكي تركة ثقيلة وسمعة سيئة من قبل سلفه جورج دبليو بوش الابن الذي جعل من أمريكا مفلسة، وجعل أعظم دولة في العالم تنزل سمعتها إلى الحضيض، بالطبع نعرف جميعاً أن سياسة أمريكا معروفة تجاه إسرائيل بل ومرسومة من قديم الزمن، فإسرائيل خط أحمر مهما أتى رئيس ديمقراطي أو جمهوري، فالبركة باللوبي اليهودي الذي يتحكّم بمفاصل الاقتصاد الأمريكي..! الغريب أن اللوبي العربي والإسلامي أكثر تعداداً ولكن ينقصه التنظيم فقط، ويبدو أن كثرة الدراهم تتحدث دائماً وليس كثرة الأعداد، فعبارة أعطني قرشاً لدعمي في الانتخابات أكون لك عبداً هي السائدة، فالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض يسيل له لعاب كل مرشح، فليس المهم الجاليات العربية أو الإسلامية، وليس المهم شعب فلسطيني أعزل احتل بلده وطرد منه، بل المهم حماية المحتلين والمغتصبين للأرض بدعم من اللوبي اليهودي والجالية اليهودية في أمريكا، ونوفمبر القادم سوف يكشف لنا الرئيس القادم الذي لن يُغيِّر أي شيء لصالح الفلسطينيين، بل رومني أهدى عاصمة دولة فلسطين التي هي القدسالشرقية لإسرائيل.