التحقيق الذي نشرته جريدة المدينة يوم الثلاثاء الماضي، عن إغلاق كلية (العلوم والتكنولوجيا) الأهلية في جدّة، بسبب تأخّر إنشاء مبناها، ، يُثبت بشكلٍ علميٍ وتكنولوجيٍ حالةَ الفوضى التي يعيشها قطاعُنا التعليمي الأهلي، العام والعالي!. والمُتسبّب في هذه الفوضى، من وجهة نظري الشخصية، هم مُستثمرو التعليم من جهة، وجهاتٌ رسمية من جهةٍ أخرى!. المُستثمرون، قد ألقوا رسالة التعليم السامية وراء ظهورهم، بل وتحت أقدامهم، تماماً كما فعل أشياعُهم من قبل، مُستثمرو القطاع الصحّي، وركّزوا على الربح المادّي الفاحش، ولا شيء غيره، وطبعاً على حساب الجودة والمنشآت!. أمّا الجهات الرسمية، وبالنسبة لهذه الكلية، فهناك وزارة التعليم العالي، إذ كيف سمحت أصلاً بافتتاحها قبل أن يُنشأ لها مبنى.. ومُناسب؟ هذا يُشبه طقّ كرة القدم بعيداً إلى الأمام ثمّ اللحاق بها لتسجيل الأهداف، فإن كان هذا ينفع أحياناً في الكرة فلا ينفع أبداً في التعليم، وهو ليس إجراء تعليمياً بل تأليمياً ولذلك لن أقول: (واتعليماه) بل أقول: (واتأليماه)!. وهناك أمانة جدّة التي إن صدق مالكُ الكلية في تصريحه عن تأخّرها في إصدار تصريح بناء المبنى لأكثر من عام، فهذا يُثبت رسوخ ثقافة البطء السُلحفائي لديها في الأمور النافعة لجدّة، مثلما ثبتت سرعتها الأرنبية في الأمور غير النافعة!. بقي أن أدعو الله للطُلاّب والطالبات المُتضرّرين من الإغلاق، بأن يُحنِّنَ عليهم قلوب جامعاتٍ أخرى حكومية كي تقبلهم، أو أخرى أهلية كي لا تُغالي عليهم في تكلفتها الدراسية، لئلاّ تكبر مُصيبتهم، وخُوش تأليم، عفواً، أقصد: تعليم!. تويتر: T_algashgari [email protected] @T_algashgari [email protected]