تقريباً، لم تُبْقِ هيئةُ المهندسين السعودية جهةً محليةً أو خارجيةً إلاّ وعقدت اتفاقية تعاون ثنائي معها، وما فتَحْتُ جريدة، ولا موقع الهيئة على النِتْ، إلاّ ورأيتُ فيها صوراً لبعض أعضاء مجلس إدارة الهيئة وهم يبتسمون ويعرضون وثائق هذه الاتفاقيات على الملأ، فما شاء الله عليهم، إنهم نشيطون، محلياً وخارجياً، وهذا أمرٌ محمود، لكن هل أثمرت هذه الاتفاقيات عن أيّ مُميّزات للمهندس السعودي؟ أو عن أيّ تحسينٍ جذريٍ وملموسٍ لمهنته؟ للأسف كلاّ، فلا جديد في القطاع الهندسي، تطلع شمسُ كلّ يومٍ ثمّ تغرب، ويأفل قمرُ كلّ شهرٍ ثمّ يبزغ هلالاً، وتُكمِل الأرض دورةً جديدةً حول الشمس كلّ عامٍ، ولاجديد في هذا القطاع، وليس ذلك فقط، بل لا حلٌ يلوح في الأفق للملفّات والمشاكل الهندسية القديمة التي أحتاج إلى كتابٍ لذكرها كلّها لا إلى مقال، لكني هنا أركّز على ثلاثٍ منها فقط، إذ لم تتدخّل الهيئة لزيادة نسب قبول الطُلاّب السعوديين في كلياتنا الهندسية، تغطيةً لاحتياجنا الكبير لهم بعد تخرّجهم، بدلاً من المهندسين الأجانب الذين صاروا أغلبية، وبقي مهندسونا أقلية في بلدهم، ولم يُقرّ كادر المهندسين الذي صار كدراً لهم لا حافزاً، ولم تُصدَر التشريعات الفعّالة التي تُنظِّم العمل الهندسي وتُنقذه من الفوضى والعشوائية ، ممّا نجحت فيها النقابات الأجنبية الهندسية في بلادها، باقتدار، وأخفقت فيها هيئتنا العزيزة، أيضاً باقتدار، وتفرّغت لتوقيع الاتفاقيات والإستعراض أمام كاميرات الإعلام، بمردودٍ متواضع، وكأنها تهتمّ بزبد السيل الذي يذهب جُفاءً، دون ما يمكث في الأرض وينفع المهندسين ومهنتهم، فكفى يا هيئة المهندسين، إمّا إصلاحٌ للقطاع الهندسي وتطوير، وإمّا إقرارٌ بالإخفاق ورحيل، لعلّ هيئةً أخرى تأتي.. أفضل وأحسن!!. [email protected]