تراجع «العقال المقصب» أمام العادي بشكل كبير في السنوات الأخيرة حتى بدا، وكأنه انقرض تماما، لكن «العقال» بشكل عام يمثل ملمحا مهما لأناقة الرجل العربي وإحدى علامات «البرستيج» بالرغم من التطور الذي طرأ على طريقة الملابس بالنسبة للجيل الجديد. ويصنع العقال المقصب والمربع، أو كما يسميه البعض العقال الفيصلي، وهو العقال الذي لبسه الملك فيصل رحمه الله، من وبر الجمال، ولونه بني فاتح أو أبيض، ولا يبدو رفيعا، لذلك يصبح كدائرة واحدة عند وضعه فوق الرأس، ولا يتدلى منه خيطان، ومنه النوع المقصّب المصنوع بلون بني فاتح أو أسود أو أبيض، لكنه مقصّب بخيوط فضية وذهبية. ولبست العرب العقال المقصب في القدم قبل العقال الاسود ولم يعرف المقصب الا في السنوات الاخيرة حيث كان يلبسه الملك عبدالعزيز ثم الملك سعود وكذلك الملك فيصل -رحمهم الله- و ويرتبط العقال المقصب باللون الذهبي ويعني لدى الناس الخصوصية. ويشير العم صالح الزهراني إلى ان العقال المقصب كان يلبس في المناسبات والأفراح ويكون لونه فضيًا أحيانا حيث خيوطه تكون من السلك الفضي بدلا من الصوف ولكن في هذه الفترة أصبح غير مرغوب. ويتميز العقال الجيد حسب غرم الله الحسني بجودة خيوط القطن البيضاء المحشوة في داخله، والممتزجة بالخيط الأسود الذي يحيط به من الخارج، مشيرًا إلى أن الجزء الخلفي من العقال يطلق عليه اسم «العصابة» التي تحمل في نهايتها حبات الرمان، ويسميها البعض «القفلة» لأنها تجمع بين طرفي الخيوط المبرومة. ويتحدد سعره وفق معايير عدة، أولها نوعية القماش، والخيوط الجيدة المستخدمة في صناعته وطريقة تشكيل هذه الخيوط لتصبح شبيهة بالنقوش الصغيرة، بينما يحتاج إنجاز عقال واحد إلى ما يقارب الثلاث ساعات. ويختلف نوع العقال من منطقة إلى أخرى، وغالبا يفضل الرجال في شبه الجزيرة العربية عقال المرعز أو الصوف، بينما يفضل الرجال في فلسطين عقال السنارة، وفي الأردن يستخدمون الاثنين ويقول سعد الحارثي: أحيانا يكون أحد الأنواع مرغوبا في إحدى المناطق وفي ذات الوقت غير مرغوب في منطقة قريبة. وحول المواد المستخدمة في تصنيع العقال، يقول محيي الدين -والذي يعمل في مشغل لصنع العقال-: إنه يصنع من مواد خام هي الصوف والحرير والنايلون، ويستخدم في بداية تصنيعه القطن الأبيض ثم يضاف إليه القطن الأسود ويغلف بالحرير أو الصوف. وكشف محيي عن أن متوسط سعره يتراوح بين 50 ريالا و70 ريالا، إلا أنه لفت إلى أن العقال قابل للتغيير مع الموضة في حجمه وفي الخامة الخارجية.