تطورت صناعة العقل أكثر من مرة عبر تاريخها الطويل. فبعد أن كان يصنع يدويا، أصبح ينتج صناعيا وبتقنيات حديثة، فالعقال ظل عند عامة الناس لباسا تراثيا معبرا عن هويتهم العربية الأصيلة وعن انتمائهم، وحرصا منهم على حفظ تراثهم الذي يفتخرون به. ويعد من الأشياء التي يعتز بها، فله قيمة معنوية كبيرة. ويعتبر العقال سمة مميزة للبس الخليجي، كونه يمثل الكمال في المظهر والزي بالنسبة للرجال. وقد نشأت ثقافة لبس العقال عند العرب قديما، ولو اختلف في معنى اسم العقال فمنهم من قال أن معناه مشتق من العقل ولان العقلاء هم الذي بدأو بلبسه فسمي هكذا ومنهم من قال أن العرب قديما كانوا يضعون رباطا أو حبلا فوق رؤوسهم ليستخدموه لربط إبلهم وعقلها به في ساعات راحتها فسمي ذلك عقالا نسبة لذلك. ويتميز العقال بلونه الأسود القاتم في الوقت الذي تتعدد فيه أنواع العقل ومنها الحزام الذي يصنع من الصوف أو الوبر وأجود الأنواع هو نوع مرعز وهو الشائع والمرغوب فيما تختلف الجودة والليونة والصلابة بين أنواع العقال ويستعمل بعض الأدوات لصناعة العقال والمتمثلة في أداة تسمى التسكَاه وهي عبارة عن خشبة بطول 150سم بمسندين لصنع البطانة ولفّ وجه العقال وأداة المدقّة وهي من الخشب تعمل لتعديل العقال وأحكام استدارته وأيضا المبرم وهو أشبه بالمغزل بطول مضاعف لبرم الخيوط ويتم وضعه على أداة تسمى بالقالب وهي لقياس العقال وتعديله ويأتي في الأخير أداة الفرشاة وهي من الحديد لتنظيف وجه العقال. ويصنع العقال من مواد خام هي الصوف والحرير والنايلون ويستخدم في بداية تصنيعه القطن الأبيض ثم يضاف إليه القطن الأسود ويغلف بالحرير أو الصوف وتعتبر أسعار العقال مناسبة حيث تتراوح أسعاره ما بين 50 ريالا إلى 100ريالا. وقد أوضح الشاب احمد بن سعيد الغامدي أن هناك عزوف كبير من قبل الشباب عن لبس الغترة والعقال بسبب أنواع الملابس العصرية الجديدة، ولكنه في نفس الوقت مازال محافظاً على مكانته بين أزياء الرجل، وأنا بالرغم من طبيعة عملي التي تحتم عليّ لبس العقال بحكم تعاملي المباشر مع الجمهور كما أرى في لبسه شيئا من السمو والشموخ حتى أصبحت لا أتمكن من التخلي عن لبسه. كما أوضح الشاب هاني بن سعيد الغامدي أن العقال أصبح أحد مظاهر الرجولة بالنسبة لي، فعندما وصل عمري 15 سنة بدأت لبس العقال وكنت أشعر أني بلغت قمة الرجولة حتى إذا أردت السلام على الكبار فإنهم يقفون احتراماً لي وقد كنت افتقد ذلك قبل لبسي له بعد أن لبست العقال أصبح جزءاً من شخصيتي تعودت عليه، ولا استطيع التخلي عنه إلا عندما أسافر أو أمارس الرياضة أو أكون مع الزملاء في استراحة أو رحلة خاصة. كما أوضح علي الحارثي أن العقال كان مقتصرا لبسه علي طبقة معينة من الناس الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية مثل الملوك والشيوخ والتجار وأصبح اليوم العقال أمراً مشاعاً يلبسه جميع طبقات المجتمع والذي أصبح يعمل تفصيلا على مقاس الرأس لدى بعض المحلات المتخصصة بتفصيله بدلا من شراء العقل الجاهزة.