يواصل أرباب الأسر المتوسطة الدخل بالمدينة المنورة والذين يعتمدون على الرواتب الشهرية كدخل يلبي مصروفاتهم وأسرهم، مسلسل الإنفاق الموسمي استعدادًا لبدء العام الدراسي الجديد -السبت المقبل- ممّا وضع الكثير منهم في حالة من الإرباك والتخبط، بين مطرقة مصروفات العيد ومشترياته، وسنديان مصاريف عودة الدراسة. العم إحمد زكريا «متقاعد حكومي» يقول: ليس لي دخل سوى راتب التقاعد، الذي لم يعد يكفي بالحالات الطبيعية نتيجة لموجة الغلاء التي تعتري أسعار المواد الاستهلاكية الضرورية للحياة اليومية، فما بالنا بظرف مثل الذي نحن فيه الآن، فالمواسم متلاحقة، رمضان انتهى، ودخل علينا العيد، والآن نستعد لدخول المدارس، وما يرافقها من شراء لمستلزمات الأولاد، ويتساءل، فكيف لي أن أوفر مصاريف الدراسة لأولادي الخمسة فلدي من البنات 3 وولدين وجميعهم يحتاج إلى مصاريف شراء المستلزمات، وما فيها من مرايل ودفاتر، وأقلام ولكن اتركها لله، فلديه الفرج والحل. وتشارك أم أنس «أرملة» بالقول: اسكن في بيت ملك، ولله الحمد، وهذا فضل من الله عز وجل، واعتمد على راتب زوجي التقاعدي بعد الله عز وجل، في توفير مصروفاتي انا وابني وبنتي، ولكن هناك مصروفات إضافية تثقل كاهلي وتجعلني أتأخر في سداد بعض الفواتير كي ألبيها كمصروفات العيد، والآن مصروفات عودة المدارس، وهذا مرهق بالنسبة لي وبالأخص أني لا أملك موارد دخل سوى ذلك الراتب، والذي لا يتجاوز 3 آلاف ريال. أما سلطان صبري فيقول: الله المعين على تلك المصروفات، فبعد دخول رمضان ومشترياته كنت أحمل هم تلبية مشتريات العيد لأبنائي، ولكن الله عز وجل منَّ عليَّ بذلك، وأعلم أنه سيمنّ عليَّ بمصروفات عودة المدارس، والتي أرهقتني من كثر التفكير في طريقة تلبيتها. وما بين تلك الأسر تجد مَن يوازن بمصروفاته من بداية العام، ويحسب لتلك المصروفات ويضع لها جدول ادّخار كي يستطيع تلبيتها كالسيدة أم أحمد طلال، والتي تقول انا وزوجي لا نملك موردًا للدخل سوى راتبه، فتجدنا نضع بالحسبان من بداية العام تلك المصاريف، ونأخذ في التوفير من المصروفات الشهرية لما ندخره لهذه الظروف، وهذا ما يسهل علينا تلبيتها. وكذلك الحال لماجد الحربي فيقول: راتبي -ولله الحمد- يكفيني وأسرتي، ونستطيع الادّخار منه لمثل هذه المصروفات بالابتعاد عن الصرف فيما هو ليس بضروري.. والحياة بمجملها تحتاج إلى الصبر والعقل لتتعايش معها، فبعض الأسر -هداهم الله- تجدهم لا يفكرون في هذه المصروفات إلّا في وقتها، وهو ما يضعهم في حرج من تلبيتها، فهي متكررة كل عام، ومن العقل التفكير بها منذ بداية العام.