يتسبب عدم الاهتمام بوضع الميزانية وقلة الوعي بطريقة وضعها في مشكلة كبيرة خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يزداد فيه الإنفاق، فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن 80% من الخلافات الزوجية داخل الأسر السعودية في رمضان تحدث بسبب المشتريات وكثرة المصاريف على مستلزمات الموائد الرمضانية التي تستنزف ميزانية الأسرة، ولأن بعض الأزواج ليس لديهم المال الكافي لكل تلك المصروفات، فقد يضطرون إلى الاستدانة لتلبية الاحتياجات. ففي هذا التوقيت عادة ما تكون الأسر عائدة من رحلات سفر الصيف ثم تضطر إلى الاستعداد لاستقبال شهر رمضان ثم عيد الفطر، ثم بعد ذلك تأتي فترة العودة إلى المدارس وما يلازمها من احتياجات أساسية يجب تلبيتها، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في تشكيل الخلافات الأسرية بسبب الضغوط التي تواجهها، وربما تصل بعض الحالات إلى الطلاق حيث إن اختلاف وجهات النظر حول أولويات أوجه الإنفاق من الممكن أن يؤدي إلى هدم الأسرة. وبشكل عام للمحافظة على ميزانية العائلة لابد من كتابة دخل الأسرة بأكمله سواء كان راتباً شهرياً أو مكافأة أو عائداً استثمارياً، بالإضافة إلى كتابة ما يتم صرفه يوميا من طعام وشراب وتعليم وملبس. ومن الممكن أن يكلف الزوجان شخصاً تكون مهمته مراقبة المصروفات ومتابعة إيرادات الأسرة، فالمهم ألا تكون المسألة ضائعة وقد يكون الزوج هو هذا الشخص أو الزوجة. ولابد أن يكون من يتعامل مع التخطيط والميزانيات مرناً تحسباً للظروف التي قد تحتاج إليها الأسرة من غير حساب، فيكون مستعداً لذلك بحيث يجعل الميزانية تستوعب أي مستجدات طارئة. وعلى الطرفين إدراك أن المحافظة على الميزانية تتطلب المعرفة بخطط العائلة المستقبلية وما تسعى الأسرة إليه من أهداف حتى يكون بمقدورهم ادخار ما يلبي احتياجات الأسرة المستقبلية. وحين التطرق إلى البند الغذائي فإن المسؤول الأول عنه في الأسرة عادة هو ربة المنزل. وحيث إننا في رمضان فإن بند الاستهلاك الغذائي دائماً ما يلقي باللوم فيه عليك، لذلك يجب معرفة كيفية ترشيد هذا البند: - بداية يكون الترشيد قائماً على الوعي الغذائي ومعرفة احتياجات الأفراد اليومية والتخطيط لإعداد الوجبات اليومية مكتملة العناصر، بالإضافة إلى عمل إحلال وإبدال للأطعمة التي يرتفع ثمنها بحيث يتم اختيار الأطعمة عالية القيمة ورخيصة الثمن. - يجب إلغاء فكرة أن الطعام من ملذات الحياة وأن الأطعمة الدسمة تقوي البدن والتوقف عن الإفراط في تناول الأطعمة. - تقدير كمية الأغذية التي تعد يومياً بما يناسب احتياجات الأسرة حتى لا يتم رميها فيما بعد. - أعدي قائمة بالمواد الغذائية التي تحتاجها أسرتك قبل الخروج للشراء، فالخروج دون إعداد تلك القائمة يمكن أن يدفعك إلى شراء أشياء لا تحتاجينها وتجدين نفسك خارج حدود ميزانية أسرتك. - توقفي عن الإسراف في إقامة الولائم واعتبارها رمزاً للغنى والكرم؛ فهذا سيرهق الميزانية إلى حد كبير. - تأكدي أن الإسراف في شراء الأغذية في شهر رمضان سيؤدي إلى فسادها بسبب كميتها الزائدة وسوء تخزينها. - يجب الاقتناع بتقليل العادات الاجتماعية التي ترغم الأفراد على إعداد الموائد الكبيرة والذبائح حتى إذا كان الضيف فرداً.