سعد آل منيع - حسين الرابغي - علي السعلي - جدة قال مواطنون وفنانون وأدباء إن فعاليات العيد في جدة كانت دون مستوى الطموح، مشيرين إلى أن المدينة تستحق أكثر من ذلك بكثير. واستغربوا اقتصار الاحتفالات على الألعاب الشعبية، وبعض الأعمال الفنية البسيطة. ودعوا إلى أن تحذو الأمانة حذو أمانة الرياض في إقامة فعاليات متكاملة تراعي كل فئات المجتمع. في مقابل ذلك بررت أمانة جدة ضعف مستوى الفعاليات بأنها تعد التجربة الاولى لبرامج المسؤولية الاجتماعية مقارنة بأمانة الرياض التي تتميز بالخبرة والاحترافية في الإعداد لهذه البرامج. فعاليات فقيرة فنيًا. يقول المواطن محمد شافي: كان من المفترض أن تتسم الفعاليات بالشمولية لارضاء كل الاذواق، ولكن الملاحظ الغياب شبه التام لبرامج الشباب عن الفعاليات مشيرًا إلى انهم يمثلون شريحة كبيرة وما كان ينبغي أن يتم اسقاطهم من الاهتمام. وابدى احمد موسي اسفه الشديد لاقتصار غالبية الفعاليات على الرقصات والفلكلور شعبي مشيرا إلى أن الاحتفالات بهذه الصورة لا ترقى لطموحات اهالي جدة التي تعد المدينة السياحية الاولى في المملكة. واستغربت ام شهد تقديم مسرحية نسائية واحدة في مكان محدود معربة عن املها في أن يكون هناك حضور اكبر للمسرح في مثل هذه الفعاليات التي ينتظرها الاطفال والكبار سنويا. وقال عبدالكريم احمد ان فقرات ما يسمى مسرح الطفل التي يتم تقديمها في الاسواق اصبحت اضحوكة مستغربا أن تضمها الأمانة إلى البرامج التي قامت باعدادها في العيد. من جهته اوضح الفنان محمد بخش أن الفعاليات المقدمة تعكس قصورًا بحق جدة وأهلها مضيفا أنه كان من المفترض أن تحاكي أمانة جدة الأمانات الأخرى في ترتيب وتنظيم وتنويع الأنشطة والفعاليات الخاصة بالعيد ففي الرياض على سبيل المثال اقيمت الكثير من الفعاليات وكان من المتوقع أن تكون جدة في صدارة المشهد باعتبارها مدينة سياحية بالدرجة الأولى. من جانبها رأت الأديبة هند باغفار أن الحديث ما زال مبكرًا عن تقييم فعاليات العيد بجدة لأنها ما زالت في بدايتها ومن الممكن أن تكون هناك فعاليات جديدة تهتم بالجانب النسائي والأطفال مشيرة إلى حضورها لمسرحية نسائية واحدة أقيمت بنادي جدة الأدبي. أما الأديب والناقد الدكتور زيدالفضيل فقال التقصير واضح ومطلق بالنسبة للقائمين على فعاليات عيد جدة موضحا أن معظم الفعاليات تركز على الألعاب الشعبية في أماكن متفرقة. وأعرب عن أسفه لعدم وجود مركز رئيس ضخم بحجم محافظة جدة وسكانها يقام به كرنفال سنوي تحت شعار «كرنفال عيد جدة» ومن ثم توزع الفعاليات على مدى ثلاثة أيام. وكان ينبغي أن تكون هناك مسيرات سنوية فرحا بالعيد في شوارع جدة. ورأى أن مسؤولي جدة يحتاجون للعمل بجد وفق خطة منهجية حتى تخرج الاحتفالات على أفضل مستوى. وقال الصحفي علي المراني: تواجدت بالصدفة بكورنيش الحمراء بمحافظة جدة وتابعت أحد الألعاب الفلكلورية الحجازية مشيرًا إلى ضرورة تفعيل الإعلان عن الفعاليات بشكل أكبر عبر وسائل الإعلام المختلفة وأضاف المراني: أن المطلوب هو زيادة الفعاليات التي تعتبر قليلة وتفتفر إلى التنوع. ويقول الناقد عبدالله بن سرور: جدة شهدت فعاليات كثيرة ومتنوعة منها عروض للفنون الشعبية ومسابقات ثقافية للأطفال ومسرحيات، مشيرا إلى انها لا تزال قليلة وليست بحجم مدينة كبيرة مثل جدة، ولهذا نتمنى مراعاة ذلك مستقبلا. اما الأديبة ثريا بيلا قالت الفعاليات بشكل عام جيدة ومنوعة، مشيدة بتقديم مسرحية نسائية رغم ضعف الحضور الجماهيري وقالت سيدة الأعمال وفاء صيرفي: إقامة مسرحية نسائية يعبّر عن خصوصية للسيدات ورغم أنها شهدت في يومها الأول حضورًا ضعيفًا الا أن السبب عدم معرفة موقع المسرحية لقلة الدعاية عنها عروض مسرحية قليلة ويقول المنتج الفنان عمر الجاسر: أكثر الفعاليات استقطابا للجمهور هي الفنون الشعبية والتي قدمت عروضها في أكثر من موقع، أما العروض المسرحية قليلة وغير كافية وتحتاج إلى تواجد أكبر للأسماء الفنية البارزة، ومثلما نرى سنويًا في الرياض إقامة العديد من المسرحيات بمشاركة نجوم معروفين فإننا نأمل أن يكون في جدة ذلك أيضًا. ويقول الناقد حسن أحمد صبان: حضرت العديد من الفعاليات التي تقام في عيد جدة ووجدتها جيدة ولكنها قليلة لا تكفي لاستيعاب الجماهير الكبيرة ولذلك أتمنى من القائمين عليها مراعاة ذلك وتكثيف الفعاليات في كل الأحياء لأن المدينة كبيرة ولا يجب أن نختصر فعالياتها في مواقع قليلة، وحضرت العروض المسرحية وتفاجأت بالحضور الجماهيري القليل جدًا ولا أعرف السبب ولكن من المهم أن يتم العمل على تفادي ذلك مستقبلا. تجربة وليدة من جهته قال مدير برنامج المسؤولية الاجتماعية بأمانة جدة محمد بن علي اليامي إن إدارته بذلت جهودًا كبيرة لإنجاح فعاليات عيد جدة بعد توقف سنوات، مضيفا أن الأمين د. هاني أبو راس أشرف بشكل مباشر على الاستعدادات لإقامة الفعاليات في عدد من الأحياء وسط تركيز على الجانب الثقافي والموروث الشعبي. وردًا على سؤال بشأن مقارنة فعاليات مدينة الرياض بالمقامة في جدة سواء من حيث تنوعها وكثرتها قال اليامي: «القائمون على فعاليات مدينة الرياض لهم تجارب طويلة في تنظيم المهرجانات وانتقلوا إلى الاحترافية كما كان للخبرة دور كبير في ذلك، أما بالنسبة للمسؤولية الاجتماعية في أمانة جدة، تعد هذه أول مرة يتم فيها تنظيم فعاليات بالعيد منذ سنوات واعتبرها تجربة ناجحة». وأشار إلى إقامة فعاليات للأطفال والنساء والرجال لاقت الاستحسان من سكان وزوار مدينة جدة مشيرًا إلى أنها بداية لبرنامج حافل لمجموعة من البرامج والأنشطة والفعاليات والمبادرات التي ستتبناها الأمانة اعتبارًا من هذا الموسم انطلاقًا من مسؤولية الأمانة الاجتماعية تجاه سكان جدة وزائريها وتأكيدًا على ما تتميّز به هذه المدينة من مقوّمات سياحية جذابة. وأوضح اليامي أن العيد هذا العام يتضمن 12 فعالية في عدد من المواقع، تتضمن فنونا شعبية وتراثا ومسرحيات وعروضًا للأطفال مشيرًا إلى أن الحضور يعد جيدًا.