سجلت «المدينة» روايات مفزعة، سردها اللاجئون السوريون داخل المخيمات على الحدود الأردنية. ومن الاغتصاب إلى تفتيش نعوش الموتى، روى السوريون الهاربون من جحيم المعارك قصصًا دامية، تستدعي تحرّكًا عالميًّا فاعلاً لإنهاء مأساة شعب بأكمله. وقالت أم أسامة سيدة وهي في العقد الثالث من عمرها إنها هربت بملابسها فقط، بعد أن قام الجيش الأسدي بقتل زوجها نصير الزريقات أمام عينها؛ لرفضه منح بعض أفراد جيش النظام مصوغاتها الذهبية، بعد أن اقتحموا المنزل بحجة البحث عن سلاح. وتضيف: «وبعد أن قتلوه نحرًا بالسكين قاموا بتفتيش المنزل، وأخذ كل ما فيه من مال وسلاح، وقاموا بالخروج وهم يطئون بأحذيتهم القذرة على جثة زوجي الذي أصبح بركة دم في ساحة المنزل، وفي اليوم الثاني ذهبت لاستخراج تصريح دفن، فرفضوا حتى كتبت إقرارًا على نفسي واعترافًا رسميًا بأن مَن قتل زوجي هم أفراد الجيش الحر. واستطردت أم أسامة: «وبعد تغسيل زوجي وتشييعه إلى المقبرة، قام الجيش النظامي بإطلاق النار نحونا، وهرب مَن كان يحمل النعش، ووقفت بمكاني صامدة بجوارالنعش حتى اقتربوا مني، وقاموا بفتح النعش للتأكد من أن الموجود فيه جثة، وليست أسلحة -كما يزعمون- وحينما رأوا تصريح الدفن، وأنه مكتوب بجنب اسم زوجي سني قاموا بركل النعش بأرجلهم، وضربي وولوا ذاهبين.