لا يخالج القادة الإيرانيين الشك في ان المساندة الدولية للانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد الهدف منه إضعاف ايران وترى طهران في دعم الثوار السوريين استكمالا للحظر الاقتصادي الذي يهدف إلى تحجيم تأثيرها في المنطقة بحسب رأيها وترى إيران في دعمها لنظام الأسد في المنظور القريب على الأقل أفضل الخيارات السيئة وهذه السياسة ليست جديدة والدعم ايضا ليس جديدًا لكن نطاق ما تود إيران تقديمه من مساعدات سيتسع. التفجير الذي حدث في مبنى مجلس الأمن القومي في دمشق في 18 يوليو الماضي جعل إيران تفكر في الانتفاضة التي تجري في سوريا بجدية وإن خيار إرسال سلاح متطور أو إرسال وحدات من الحرس الثوري الإيراني مباشرة أمر بعيد الاحتمال فهذا قد يستدعي التدخل في سوريا بواسطة الأممالمتحدة بناء على الفصل السابع الشيء الذي يعطي صلاحيات للمجتمع الدولى بالتدخل عسكريًا وبالتالي ينشأ تحالف الراغبين في المشاركة بالقتال في سوريا لكن طهران مع الوعي بكل هذه الصعوبات باتت الآن أكثر من أي وقت مضى راغبة في مساعدة النظام السوري المحاصر وهذا يستدعي أولًا أن تقدم طهران عشرات الملايين من اليورو لمساعدة بشار الأسد في مواجهة نقصان رصيد سوريا من العملات الصعبة وستقدم إيران على ذلك على الرغم من الحظر الاقتصادي المفروض عليها، ثانيًا من المرجح أن تزيد إيران من إمداد النظام السوري بالسلاح والمساعدات الاستخبارية وكانت إيران تتردد حتى الآن في زيادة مساعداتها في الإمداد بالسلاح والمعلومات الاستخبارية بصورة مكشوفة خوفًا من أن تستغل المعارضة ذلك فتضرب وحدة النظام السوري وتحدث انقساما بين الطوائف الداعمة لهذا النظام، وبما أن المهددات ضد نظام بشار الأسد ازدادت فإن حسابات إيران تغيرت وأخيرا فإن حزب الله لديه خبرة قتالية كبيرة يمكنها ان تكون ذات قيمة لبشار الأسد لكن من المحتمل أن يستقدمهم النظام بصورة سرية متخفين لتفادي إحداث عدم استقرار في الحكومة اللبنانية. إيران حتى الآن ربما لديها نظرة غير واقعية لفرص بقاء الأسد في السلطة وتقديرات غير واقعية عن قدراتها في التأثير على حصيلة ما يجري في الأرض السورية.