أفادت مصادر دبلوماسية عربية بأن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني طلب خلال زيارته الأخيرة إلى إيران من المسئولين الإيرانيين مساعدته في تجنيب سوريا خطر التدخل الخارجي، وذلك بعد صدور قرار دولي حاسم في هذا المجال، مشيرًا إلى أنه يستطيع فعل ذلك عبر تسوية تاريخية في المنطقة. وذكرت محطة "on tv" أن الجواب الإيراني كان يدور حول أن طهران ترى في النظام الحاكم في سوريا رأس حربة في مواجهة المشروع "الإسرائيلي الأمريكي"، وأن أي تعرض لهذا النظام يوجب على كل مسلم الوقوف إلى جانبه. وكشفت المصادر أن أمير قطر طلب التهدئة في أفغانستان، كما ألمح إلى دور إيراني في عملية إيلات الأخيرة في "إسرائيل". وجاء الرد الإيراني على لسان قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني حيث قال: "إذا أرادوها حربًا فلتكن حربًا ولن تكون محصورة بفلسطين أو سوريا بل ستطال كل المنطقة". يشار إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست كان قد اعتبر أن الأحداث الجارية في سوريا "شأن داخلي"، وأدان التدخل الغربي لاسيما من جانب الولاياتالمتحدة. وقال مهمانبرست خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي: "الأحداث في سوريا شأن داخلي، ولا يمكن تبرير أي تدخل خارجي ولا يمكن إلا أن يؤدي إلى مشاكل كثيرة". وأضاف: "المسئولون الغربيون، لا سيما الأمريكيين منهم، معتادون التدخل في الشئون الداخلية للدول ويستخدمون أي ذريعة لإرسال قواتهم العسكرية واحتلالها". وأردف المتحدث: "التدخل الأمريكي لن يؤدي إلا إلى مضاعفة كراهية شعوب المنطقة للولايات المتحدة". ودعا دول المنطقة إلى المساعدة في إحلال الاستقرار في المنطقة وحل المشاكل بين الحكومة السورية والذين لديهم مطالب بالوسائل المناسبة. وتناقض التصريحات مع إشارات إلى الدعم الإيراني للنظام السوري في حملة القمع الدموية. وكتب عدة مشاركين على موقع تويتر عن "دعم إيراني مباشر لقوات الأمن السورية في مواجهة المتظاهرين". وقال المشارك محمد العرب إن هناك "عصي كهربائية إيرانية الصنع تستخدم ضد المتظاهرين في سوريا". وهو ما أكده أيضا ضباط وجنود أعلنوا انشقاقهم على النظام السوري. يشار إلى أن صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية نقلت عن مسئول أمني غربي فضَّل عدم الكشف عن اسمه القول: إن إيران وسوريا اتفقتا على بناء قاعدة عسكرية في مدينة "اللاذقية" الساحلية من أجل تسهيل وصول الأسلحة الإيرانية إلى سوريا. وأضافت الصحيفة: إن "طهران" ستكمل بناء القاعدة بحلول نهاية العام المقبل وفق اتفاقية بين البلدين وقَّعها من الجانب السوري اللواء "محمد ناصيف خير بك" مستشار الرئيس السوري بشار الأسد للشؤون الأمنية. وقال المسئول الأمني: إن إرسال الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر ميناء "اللاذقية" يقدم طريقًا مباشرًا لهذه الأسلحة ويوفر على الطرفين إرسالها عبر طرف ثالث مثل تركيا التي أوقفت عدة شحنات من الأسلحة الإيرانية وهي في طريقها إلى دمشق خلال الأيام الأخيرة.