يجب أن نفرح بالعيد وننتهز هذه الفرصة بالتقرب أكثر فأكثر من آبائنا فنزورهم ونكرمهم كما أكرمونا في الصغر ونعطف عليهم ونقدم لهم كل آيات البر والمحبة، كما يجب أن ننتهز هذه الفرصة لنزيد من محبتنا لأبنائنا وأزواجنا فنحتفل معهم بهذا العيد ونقدم لهم الهدايا التي تعبر عن محبتنا لهم فعيد الفطر مناسبة سنوية لا تتكرر في العام إلا مرة واحدة ولن يجد الإنسان أهم ولا أعز ولا أغلى من أسرته كي يحتفل معها بهذا العيد، فمن يضمن له أنه سيفعل ذلك العام المقبل؟ إن فرحنا بالعيد يجب أن يكون من خلال تصحيح علاقاتنا بأقاربنا وجيراننا الذين قد لا نراهم طوال العام إما تقصيراً منا في ذلك، وإما قد يكون الشيطان نزغ فيما بيننا وبينهم فهي فرصة عظيمة يجب أن ننتهزها فنمد لهم يد المحبة ونبارك لهم بهذا العيد السعيد فكيف نفرح بالعيد ونحن نقاطع جاراً لنا، وكيف نفرح بالعيد ونحن نهجر قريباً لنا يمر العام تلو العام ولا نعرف شيئاً عنه، وكيف نفرح بالعيد وصديق لنا في العمل نقاطعه ولا نتواصل معه، وكيف نفرح بالعيد ونحن نعادي من يخالفنا في الرأي ونبغض ونحسد من يتفوق علينا من بني جلدتنا؟ يجب أن نفرح بالعيد فرحاً جماعياً فلا نعيش بمعزل عن مجتمعنا المحلي أو الدولي، فإن كان الله قد من علينا بالمال ليساعدنا على الفرح بالعيد فغيرنا قد حرم منه، وإن منّ علينا الله بنعمة وجود الأسرة فغيرنا قد يكون بعض أفراد أسرته غير موجودين إما لموت أو مرض أو بلاء آخر، وإن كنا نفرح بالعيد في وطن آمن مستقر فغيرنا يمر عليه العيد وهو خائف حذر يحيط به الموت من كل مكان ولا يستطيع أن يغادر منزله. إن فرحتنا بالعيد يجب ألا نقتلها بالنوم أو البقاء أمام التلفاز، بل يجب أن نسخرها لكل ما فيه خير وفائدة من تنزه مع العائلة أو زيارات للأقارب أو ترفيه بريء، يجب أن نفرح بالعيد ونعده بوابة الأمل والتفاؤل، بوابة للفرح والسعادة ندخل منها بعد رمضان لتكون أوقاتنا بعد ذلك أوقات خير وبركة أوقاتا تحقق من خلالها الإنجازات ونفرح بالعديد من النجاحات. إن فرحنا بالعيد يجب أن يكون فرحاً حقيقياً يخرج من أعماقنا ويستند إلى حقائق واقعية وليست أوهاما أو مواقف شكلية أو تقليدية، فرحاً نحنّ إليه ويحن إلينا، فرحاً نشعر بطعمه ونلمس أثره في قلوبنا فنحن في هذه الأيام في حاجة ماسة لأن نفرح فرحاً صادقاً وحقيقياً في ظل ما يحيط بنا من أحزان وهموم. [email protected]