تبادل أمس طرفا الصراع والمشاركون في حكومة الوفاق اليمني الاتهامات بإشعال الحرب داخل المؤسسة العسكرية والأمنية والوقوف وراء عملية الدفع بالجنود لمهاجمة وزارة الدفاع اليمنية بالعاصمة صنعاء أمس الأول، والتي أدت إلى مواجهات عسكرية بين الجنود المهاجمين وقوات الأمن، ما أسفر عن مقتل شخصين مجهولي الهوية وإصابة 10 آخرين من الجيش والأمن والمواطنين المارة والقبض على العشرات من المهاجمين. وبينما اتهمت أحزاب اللقاء المشترك الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقيادة الحرس الجمهوري بدفع الجنود إلى مهاجمة مبنى وزارة الدفاع لنهب محتوياته ومحاولة الانقلاب العسكري على الرئيس هادي والاستيلاء على مبنى البنك المركزي المجاور، اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح أطرافا من خارج المؤسسة العسكرية في التسبب باندلاع الاشتباكات في محيط وزارة الدفاع بصنعاء. وقال مصدر في اللجنة الأمنية اليمنية العليا: «إن مجموعة محدودة من أفراد اللواء الثاني مشاة جبلي ممن تم إلحاقهم بقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية بناء على قرار الرئيس هادي رقم 33 وتاريخ 6 أغسطس 2012، قاموا وهم يحملون أسلحتهم الشخصية والخفيفة وبعض الأسلحة المتوسطة بالتجمع حول وزارة الدفاع ومحاولة السيطرة على بعض الفنادق المحيطة بالوزارة، وقطع الشارع المؤدي من باب اليمن باتجاه شارع تعز، مطالبين ببعض المطالب غير القانونية والمبالغ فيها، وكذا محاولة الاعتداء على حراسة وزارة الدفاع مما اضطر الوزارة لتعزيز حراساتها من قيادة الشرطة العسكرية واللواء 314. وأضاف المصدر الأمني: «الجنود المتجمعون باشروا حراسة وزارة الدفاع بإطلاق النار مما أدى إلى مقتل شخصين لم تتبين هويتهما وجرح 10 أفراد من أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين المارة، وتم إلقاء القبض على عدد منهم وسيتم التحقيق معهم وإحالتهم إلى القضاء العسكري عملًا بالقانون لينالوا جزاءهم العادل»، وحذر بيان اللجنة الأمنية العليا من تكرار مثل هذه الحوادث من قبل أي عناصر تخريبية قد تحاول المساس بأمن واستقرار الوطن. من جانبه، نفى مصدر بالحرس الجمهوري الذي يقوده نجل صالح علاقة المهاجمين بقيادة الحرس الجمهوري بعد أن تم فصلهم عن قوات الحرس بموجب القرار الجمهوري الأسبوع الماضي، ونقل موقع حزب المؤتمر عن مصدر عسكري في الحرس الجمهوري قوله: «إن المهاجمين هم من منتسبي اللواء الثاني مشاة جبلي، صدر بحقهم قرار بالفصل عن قيادة الحرس الجمهوري ماليًا وإداريًا وضمهم للمنطقة الجنوبية». وأضاف المصدر أن «مخططات تآمرية لصالح أطراف تعمل ضد القوات المسلحة تحاول توسيع الانشقاقات في صفوفها، وتسعى لتوفير غطاء لمزيد من الاستهداف الإعلامي ضد قوات الحرس الجمهوري». من جهتها، دعت الولاياتالمتحدة جميع الأطراف في اليمن إلى ضبط النفس واحترام الاصلاحات التي يطبقها الرئيس هادي، وذلك إثر الهجوم الذي تعرضت له وزارة الدفاع اليمنية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند للصحافيين: «نحن ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وإنهاء العنف فورًا، واحترام الرئيس هادي والإصلاحات التي ينفذها، واحترام الانتقال الديمقراطي».